حين قرر البرتغالي ​جوزيه مورينيو​ مدرب فريق ​توتنهام هوتسبير​ ضم اللاعب ​غاريث بايل​ من ​ريال مدريد​ الى صفوف الفريق على سبيل الإعارة، طرحنا تساؤلاً في "السبورت" يومها عما إذا كان انتقال الجناح الويلزي الى الفريق اللندني هدية أم قنبلة موقوتة، بعد سنوات من الفشل في سانتياغو برنابيو كانت مليئة بالإصابات والمستوى المتراجع.

اليوم بات بإمكان مورينيو ان يحدد بشكل واضح الإجابة على هذا السؤال خاصة بعد التألق الكبير الذي أظهره بايل في المباريات الأخيرة لتوتنهام، والتي كان آخرها أمام بيرنلي حيث سجل هدفين وصنع آخر في الرباعية التي آلت اليها المباراة ضمن منافسات الدوري الإنكليزي لكرة القدم.

ومنذ ان قرر المدرب البرتغالي منح غاريث بايل دقائق أكثر خلال المباريات، تمكن اللاعب من المساهمة في 7 أهداف لتوتنهام خلال المباريات الأربع الأخيرة في جميع المسابقات، حيث سجل 4 أهداف، وقدم 3 تمريرات حاسمة، هذا التألق كاد ينساه اللاعب الذي عانى من فترة صعبة مع ريال مدريد في أعوامه الأخيرة، كما ان بدايته مع فريقه "القديم" لم تكن بالشكل المأمول وشابها الكثير من الخلافات مع "السبيشل وان"، الذي يبدو انه اقتنع أخيراً بحاجته الى بايل بعد التراجع المخيف في اداء الفريق هذا العام، حيث هبط من المركز الاول الى الثامن حالياً.

لذلك يتعيّن على المدرب مورينيو ان ينظر الى الارقام التي حققها غاريث بايل حتى الآن، فهو سجل 8 أهداف في 20 مباراة مع توتنهام في مختلف المسابقات، بينما سجل ثلاثة أهداف فقط خلال 20 مباراة مع ريال مدريد الموسم الماضي، هذا الأمر سيريح الفريق الإسباني كثيراً ولن يُزعج زين الدين زيدان بالطبع، لان استمرار تألق غاريث بايل مع توتنهام قد يمنحه تأشيرة البقاء في لندن،وبالتالي التخلص من راتبه حتى نهايه عقده في سانتياغو برنابيو.

الكثير من الأسئلة يمكن أن تفرض نفسها على الساحة لمعرفة أسباب عودة غاريث بايل للتألق بعدما كان اللاعب أقرب للذهاب إلى "الأرشيف"، لكن يبدو ان الجناح الويلزي اقتنع أخيراً ان توتنهام هو ملاذه الأخير للبقاء على العشب الأخضر وفق مبدأ "من ترك داره قلّ مقداره"، الا ان من المفيد أيضاً ان يقتنع المدرب جوزيه مورينيو بمنح اللاعب الوقت الكافي على ارض الملعب الى جانب هاري كين ​سون هيونغ​، خاصة وان ما فعله غاريث بايل في المباريات الأربع الأخيرة للفريق اللندني، يتعدى كونه لحظة تألق أو ما شابه، حيث بدا واضحاً ان الويلزي مصمم على استعادة مكانته التي أبهرت الجميع خلال السنوات التي مهدت لانتقاله الى ريال مدريد.