أكمل ​منتخب لبنان​ مسيرته المثالية في التصفيات المؤهلة إلى ​بطولة آسيا لكرة السلة​ بعدما فاز في النافذة الأخيرة على منتخبي البحرين والهند، ليختتم مشواره بستة انتصارات من أصل ست، متخطياً الأوضاع الاستثنائية خاصة مع غياب البطولة المحلية لمدة تزيد عن سنة وأربعة أشهر. والذي يقرأ بين سطور أداء منتخب لبنان في هذه التصفيات، يتمكن من استنتاج عدة أمور وهي:

-جهوزية اللاعبين

على الرغم من التوقف الطويل لكرة السلة اللبناني وغياب بعض نجوم المنتخب، أثبتت هذه الرياضة أنها ما زالت تتمتع بلاعبين أذكياء قاموا بدورهم كاملاً أمام منتخب البحرين ثم أمام منتخب الهند، وهذا يعود بجزء كبير منه الى الجهاز الفني الذي نجح في فترة قصيرة في اعادة اللاعبين الى اجواء اللعبة واستخراج الأفضل منهم، وهذا ما ظهر من خلال الأرقام التي سجلها اللاعبون، وهو أمر ملفت للنظر، فهم خاضوا تمارين فردية فقط في الفترة الاخيرة بسبب الحجر الصحي المفروض لمواجهة وباء كورونا.

-جيل شاب متعطش للفوز

خاض المنتخب اللبناني المبارتين بدون نجميه ​وائل عرقجي​ و​علي حيدر​ اللذين غابا بداعي الإصابة، وسافر بتسعة لاعبين فقط غالبيتهم من اللاعبين: علي منصور، ​كريم زينون​، جيرارد حديديان، ​سيرجيو درويش​، عزيز عبد المسيح، ​كريم عز الدين​ و​جوزيف الشرتوني​، وهي مجموعة تملك الكثير من الحماس. ومع عودة لاعبي الخبرة وائل عرقجي، علي حيدر، باسل بوجي، إيلي رستم وأمير سعود وغيرهم، سيكون المنتخب أمام تنوع كبير في نوعية اللاعبين، وأمام مزيج من الخبرة وروح الشباب. وهذه التشكيلة مع الجهاز الفني بقيادة جو مجاعص قد تعيد الى لبنان ايام الامجاد في هذه الرياضة.

-الاصعب امامنا

رغم كل الإيجابيات، إلا أنه يجب أن نكون واقعيين حيث لا يبدو الفوز في هذه المجموعة بالمباريات الست معيارا لمعرفة مدى قوة المنتخب من الناحية الفنية، خاصة أن المنتخبات الثلاثة أي البحرين، الهند والعراق هي منتخبات متواضعة نسبياً. ومع التقدير الكبير لعطاء اللاعبين والجهاز الفني والقدرة على تخطي ما يعصف بالبلد من مشاكل اقتصادية ومالية وصحية ورياضية، الا ان مخزون كرة السلة وقدرات اللاعبين الفردية قادرة على تخطي كل هذه الظروف في مواجهات مع منتخبات من الصف الثاني والثالث أسيويا، وبالتالي يجب بكل تأكيد التعويل على الإيجابيات لكن ليس المبالغة فيها، واعتماد الواقعية في تقييم مبارياتنا في التصفيات.

-عودة البطولة ضروري

من دون أي تأخر، يجب أن تعود البطولة والتي كان من المفترض أن تنطلق في 5 آذار المقبل لكن يبدو بأنها ستتأجل لبضعة أسابيع الى ان تسمح الحكومة بفتح الملاعب الرياضية المغلقة. وفي حال انطلاق البطولة، سيرتفع منسوب الجهوزية البدنية والفنية للاعبين، ما سينعكس إيجابا على المستوى العام للمنتخب، وعلى تقييم المدرب لهم ووضع الخطط المناسبة. لكن غياب اللاعبين الأجانب قد يجعل مستوى البطولة ينخفض، نظرا لأن آخر نسخة من البطولة شهدت وجود 3 لاعبين اجانب في كل فريق، انما في المقابل، سيكون غيابهم فرصة للاعبين اللبنانيين في أخذ وقت أكبر على أرض الملعب خاصة الشباب منهم، من أجل إثبات أنفسهم وهذا كله في النهاية سيصب في مصلحة المنتخب.

-طموح مشروع

مع اكتمال عقد المنتخب من اللاعبين المحليين من أصحاب الخبرة والمواهب الشابة، سيكون الإتحاد مطالبا بالبحث عن مجنس مميز رغم أن الأمر ليس سهلا في ظل الظروف الحالية والمشاكل التي يعاني منها البلد. ومن شأن هذا الامر ان يضفي ميزة كبيرة للمنتخب. ومن الممكن البحث عن لاعب يقدم اكثر بكثير مما قدمه أتور ماجوك المشكور على جهوده، كما سيكون تطعيم المنتخب ببعض اللاعبين المغتربين، إضافة قوية وهذا سيعطي الجهاز الفني فرصا أكبر من أجل بناء منتخب قوي يطمح اللبنانيون في رؤيته مرة أخرى على قمة كرة السلة الأسيوية.