ربما يعتبر البعض ان خروج ​بايرن ميونيخ​ من الدور الثاني ل​كأس المانيا​ على يد ​هولستن كايل​، قد يشكل المفاجأة الأبرز هذا العام، خاصة وان الفريق البافاري تمكن من تحقيق خمسة ألقاب عام 2020 بقيادة المدرب هانز فليك، وأثبت أنه أحد أفضل الفرق في الوقت الحالي ومرشح لإضافة المزيد من الألقاب المحلية والأوروبية هذا الموسم.

لكن خروج بايرن ميونيخ من كأس المانيا قد لا يشكل مفاجأة لكل من تابع الفريق البافاري هذا الموسم، عطفاً على فترة الإعداد القصيرة التي سبقت انطلاق الموسم، إضافة للفشل الذريع في إدارة فترة الانتقالات الصيفية، خاصة وان رجال المدرب فليك عائدون للتو من موسم طويل وشاق وحافل بالإنجازات، لذلك كان من الضروري وجود دكة بدلاء قادرة على سد الفراغ في ظل عدم قدرة كل اللاعبين على لعب دقائق كثيرة في الموسم الجديد.

صحيح ان بايرن ميونيخ تعاقد مع لروي ساني ودوغلاس كوستا وبونا سار وإيريك ماكسيم شوبو موتينغ ومارك روكا وغيرهم، الا ان كل تلك الاسماء كانت بلا فائدة تذكر، وحتى ساني فإنه لم يقدم الدور المنوط به مقارنة مع ادائه في مانشستر سيتي سابقاً، اضف الى ذلك ان الفريق البافاري لطالما كان يملك دكة بدلاء قادرة على إحداث تغيير على أرض الملعب، لكن البايرن اليوم لم يعد يملك تياغو ألكانتارا وإيفان بيريسيتش وفيليب كوتينيو.

كما ان الفريق الذي يتميز بالغزارة التهديفية بوجود هداف مثل روبرت ليفاندوفسكي، يعاني بالمقابل من اهتزاز دفاعي غير مبرر، حيث استقبلت شباك بايرن 24 هدفا في 15 مباراة في الدوري الألماني وهو أسوأ أداء دفاعي له منذ عام 1981، كما ان الفريق البافاري فشل في الحفاظ على نظافة شباكه في مبارياته العشر الأخيرة في الدوري، وتأخر بالنتيجة في تسع منها، مع العلم انه فرط في تقدمه بهدفين وخسر بالثلاثة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ في الجولة السابقة، في الوقت الذي ما يزال فليك غير قادر على ايجاد خط دفاعي قوي مع ابتعاد نيكلاس سولي ودافيد ألابا وبنجامين بافارد عن مستواهم.

لا يمكن إلقاء اللوم على لاعبين بذلوا جهداً خارقاً في الموسم الماضي وحققوا كل البطولات الممكنة، لكنهم بالمقابل لم يحظوا بالراحة الكافية قبل انطلاق الموسم الجديد، لذلك فإن التعب البدني الذي ظهر جلياً على معظم لاعبي البايرن هو مبرر عطفاً على اسلوب الضغط الدائم الذي ينتهجه فليك، حيث لم يعد هؤلاء قادرون على سد الفراغات بالشكل الذي يعرفه الجمهور البافاري.

من الواضح ان خروج بايرن ميونيخ من كأس المانيا لن يكون سوى كبوة جواد، لان الفريق البافاري لا يزال قادراً على تحقيق اللقب التاسع على التوالي في البوندسليغا، والمضي قدما نحو مراحل خروج المغلوب في دوري ابطال أوروبا، شرط تمكن فليك من تخفيف الضغط على اللاعبين ومنحهم المزيد من الراحة في المباريات المقبلة من أجل العودة الى ساحة الإنجازات من بابها العريض.

ومما لا شك فيه ان الخسارة في هذا الوقت من الموسم وفي بطولة الكأس لهو أفضل من التعثر في دوري أبطال أوروبا او خسارة لقب الدوري الألماني، لذلك رب ضارة نافعة ومن المؤكد ان هذه الخسارة ستعيد البايرن أقوى في المباريات المقبلة.