وصل موسم عام 2020 المتقطّع لمنافسات كرة المضرب الذي تأثر بشكل كبير بجائحة فيروس كورونا المستجد، الى نهايته بتتويج الروسي ​دانييل مدفيديف​ بلقب البطولة الختامية للماسترز على حساب النمساوي ​دومينيك تيم​ في لندن.

تلقي وكالة فرانس برس نظرة على أبرز خمس نقاط من الموسم الاستثنائي.

- خيبات ونجاحات ​ديوكوفيتش​ -

استهل المصنف أول الصربي نوفاك ديوكوفيتش الموسم بتتويجه بلقبه الثامن في بطولة ​استراليا المفتوحة​ والسابع عشر في البطولات الكبرى، وختمه بمعادلة الرقم القياسي للاميركي ​بيت سامبراس​ في عدد المرات التي أنهى فيها العام في صدارة التصنيف العالمي وذلك للمرة السادسة في مسيرته.

وما بين هذين الإنجازين، مرّ "دجوكر" بنفق مظلم وواجه تحديات صعبة.

ففي الوقت الذي توقف المنافسات قرابة خمسة اشهر بسبب تدابير الاغلاق العام المتخذة في غالبية بلدان العالم للحؤول دون تفشي "كوفيد-19"، أطلق الصربي دورة أدريا الخيرية في دول البلقان بحضور الجماهير والتي كانت تداعيتها كارثية عليه وعلى اللاعبين المشاركين.

لم يحترم هؤلاء قوانين التباعد الاجتماعي وشوهد العديد منهم يرقصون في ملهى ليلي مزدحم، ما أدى الى اصابة ديوكوفيتش ومواطنه فيكتور ترويشكي والبلغاري غريغور ديميتروف والكرواتي بورنا تشوريتش بالفيروس وبالتالي إلغاء الدورة.

وشن الاسترالي المشاغب نيك كيريوس المعروف بصراحته هجومًا لاذعًا على الصربي وزملائه حيث قال: "لا يمكنكم أن ترقصوا على الطاولات، أو تجنوا الأموال في جميع أنحاء أوروبا أو محاولة كسب المال لاستضافة دورة استعراضية. هذا تصرف أناني للغاية".

وتبددت آمال "نولي" (33 عامًا) بتحقيق لقبه الـ18 في الغراند سلام باستبعاده من الدور الرابع لبطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية نتيجة توجيهه كرة قوية باتجاه إحدى حكمات الخط.

كما فشل في أن يصبح أول لاعب منذ 50 عامًا يفوز بلقب كل بطولة كبيرة أقله مرتين عندما سقط سقوطًا مدويًا بثلاث مجموعات نظيفة في نهائي رولان غاروس الفرنسية امام الاسباني رافايال نادال المصنف ثانيًا.

إلا أن الصربي حقق عامًا ناجحًا نسبيًا بتتويجه ايضًا بألقاب دورة دبي، ودورتي سينسيناتي وروما في الماسترز اضافة الى كأس رابطة المحترفين مطلع العام مع منتخب بلاده.

- لقب نادال الـ13 في رولان غاروس -

غاب نادال عن حملة الدفاع عن لقبه في فلاشينغ ميدوز بسبب المخاوف من الجائحة وتفاقم الازمة الصحية في نيويورك.

إلا أن "ملك الملاعب الترابية" عوّض ذلك بتتويجه بلقبه الثالث عشر في رولان غاروس ليعادل الرقم القياسي للسويسري روجيه فيدرر في عدد البطولات الكبرى (20).

تأجلت منافسات بطولة فرنسا المفتوحة أربعة أشهر حيث نقلت من موعدها التقليدي في أيار/مايو وحزيران/يونيو الى ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر بسبب الجائحة، وتخوّف نادال أن تلعب العوامل المناخية في الخريف ضده حيث تصبح الكرة أثقل.

إلا أن شيئًا لم يؤثر على ابن الـ34 عامًا حيث وصل في البطولة الى فوزه الرقم 100 في تاريخ مشاركاته (مقابل هزيمتين فقط) وفاز باللقب من دون خسارة أي مجموعة.

ووصف غريمه وصديقه فيدرر فوز نادال بـ "أحد أعظم الإنجازات في الرياضة".

​​​​​​​

- فوضى كورونا -

تسببت جائحة فيروس كورونا بتوقف المنافسات بين شهري آذار/مارس وآب/أغسطس.

ألغيت بطولة ويمبلدون الانكليزية، ثالثة البطولات الكبرى عادةً، للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية، كما ألغيت مسابقتا كأس دافيس والاتحاد وجميع دورات رابطتي المحترفين والمحترفات في شرق آسيا التي تقام عادة في نهاية الموسم.

أقيمت غالبية البطولات والدورات خلف أبواب موصدة، وشهدت تعديلا في القوانين للوقاية من الفيروس حيث غمز اللاعبون مضاربهم بدلا من السلام بالأيادي وكانوا مجبرين على وضع الكمامات عند التقاط الصور مع كؤوسهم واستعمال مناشفهم بأنفسهم حيث غاب ملتقطو الكرات عن معظم المنافسات.

​​​​​​​

- كينن وشفيونتيك وجهان جديدان في الغراند سلام -

استمر مسعى الاميركية المخضرمة سيرينا ويليامز لمعادلة الرقم القياسي في عدد بطولات الغراند سلام (24) المسجل باسم الاسترالية مارغاريت كورت، بعد فشلها في تحقيق ذلك منذ فوزها في نهائي استراليا عام 2017 لتخسر بعدها اربع مباريات نهائية.

وخرجت سيرينا (39 عامًا) هذا الموسم من الدور الثالث في أستراليا ونصف نهائي فلاشينغ ميدوز فيما انسحبت من رولان غاروس بعد الدور الاول بداعي الاصابة.

وبدأ موسم السيدات بمفاجأة عندما حققت الاميركية الشابة ​صوفيا كينن​ (22 عامًا) باكورة القابها في البطولات الكبرى بفوزها باللقب الاسترالي، فيما حصدت اليابانية ناعومي اوساكا ثاني القابها في فلاشينغ ميدوز بعد 2018 والثالث في البطولات الكبرى.

وقضت البولندية المغمورة ايغا شفيونتيك على آمال كينن بلقب ثانٍ في الغراند لاسم عندما تفوقت عليها في نهائي رولان غاروس في أكبر مفاجآت الموسم.

باتت شفيونتيك (19 عاما) أول رياضية من بولندا تحقق لقب بطولة كبرى في كرة المضرب، وأصغر بطلة في رولان غاروس لدى السيدات منذ اليوغوسلافية-الأميركية مونيكا سيليش عام 1992 وثاني لاعبة فقط غير مصنفة تتوج بعد اللاتفية يلينا اوستابنكو عام 2017، واول لاعبة تتوج باللقب من دون ان تخسر أي مجموعة في البطولة منذ البلجيكية جوستين هينان عام 2007.

وكانت شفيونتيك (المصنفة 54 عالميا حين توجت باللقب) اللاعبة الاقل تصنيفًا التي تفوز برولان غاروس في العصر الحديث (منذ عام 1968)، كما لم تذهب أبعد من الدور الرابع في مشاركاتها السبع السابقة في الغراند سلام، ولم تكن تملك اي لقب في مسيرتها الاحترافية حيث كانت افضل نتيجة لها بلوغ نهائي دورة لوغانو السويسرية العام الماضي.

- ​بارتي​ تحتفظ بالصدارة -

دفعت الفوصى التي تسببت بها الجائحة في روزنامة كرة المضرب رابطتي المحترفين والمحترفات الى تجميد النقاط في الترتيب منذ آذار/مارس، ما يعني أن اللاعب او اللاعبة لن يخسر نقاطه من الموسم السابق في حال عدم مشاركته في بطولة او دورة ما او الدفاع عن لقبه.

​​​​​​​

بقيت الاسترالية آشلي بارتي في الصدارة رغم مشاركتها فقط في ثلاث منافسات وغيابها عن كل الدورات بعد الاستئناف، حيث فازت بدورة أيديلايد قبل ان تخرج من نصف نهائي استراليا المفتوحة ودورة قطر.

لم تلعب الكندية بيانكا أندرييسكو بطلة فلاشينغ ميدوز 2019 أي مباراة في 2020 بسبب إصابة تعرضت لها في ركبتها في بطولة الماسترز الختامية للسيدات نهاية الموسم الفائت في مدينة شينزين الصينية والتي ألغيت هذا العام بسبب الجائحة.

​​​​​​​أما فيدرر (39 عامًا) الذي خاض فقط منافسات بطولة استراليا المفتوحة هذا العام قبل ان يغيب بسبب جراحة في الركبة فسينهي الموسم في المركز الخامس.

​​​​​