ثمة اعتقاد في المانيا، ان ​يواكيم لوف​ سيبقى المدرب "الأبدي" للمانشافت بغض النظر عن النتائج السيئة التي يحققها المنتخب الألماني، خاصة بعدما كانت كل المؤشرات توحي بإقالته في مناسبات عدة منذ أكثر من خمس سنوات، لكن القرار "الرسمي" كان يأتي دائماً مخالفاً لرغبات عشاق المنتخب، وهو ما تكرر أيضاً في أعقاب الهزيمة المذلة أمام ​اسبانيا​ بستة أهداف نظيفة في ​دوري الامم الأوروبية​ هذا الاسبوع.

انتظر الكثيرون القرار على أحر من الجمر، الا ان ​الاتحاد الألماني​ لكرة القدم جدد ثقه بالمدرب لوف حتى نهاية عقده بعد عامين، وكأن الهزيمة المدوية للمانشافت أمام "لا روخا" لا تعني أحداً على الرغم من انها الأقسى في تاريخ المنتخب الألماني منذ عام 1931.

أربعة عشر عاماً كمدرب لمنتخب ألمانيا وقبلها مساعداً ل​يورغن كلينسمان​ لمدة عامين، لم يستطع يواكيم لوف إسعاد الألمان سوى مرتين، الأولى عبر الفوز ب​كأس العالم 2014​ والثانية التتويج ب​كأس القارات​ عام 2017، أما فيما عدا ذلك فإن المنتخب الألماني لم يكن يعرف سوى المركز الثاني أوالثالث خلال فترة توليه تدريب المنتخب سواء في المونديال او أمم اوروبا، حتى جاءت الطامة الكبرى بخروجه من الدور الأول لمونديال 2018 ثم في نسختي دوري الأمم وبنتائج لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ان تُمنى بها ألمانيا.

صحيح ان السمة الألمانية المعروفة تقضي بعدم اتخاذ اي قرار تحت الضغط، لكن في المقابل لا يمكن القبول بعد الآن بمسلسل الفشل الذي يقدمه لوف دون ان يجد من يحاسبه على عجزه في تقديم روح جديدة للمنتخب الألماني منذ التتويج بالمونديال، أضف الى ذلك ان الأخير بات يفتقر الى الحماسة التي لطالما أظهرها مع المانشافات على الرغم من أن المانيا تملك دائماً لاعبين مميزين قادرون على اجتراح الحلول على أرض الملعب.

من الواضح ان المشكلة في ​منتخب المانيا​ أعمق من سوء اداء على أرض الملعب، وهو ما لمح اليه العديد من النجوم السابقين، مما يعني ان المنتخب الالماني بات يفتقد الى القائد الفعلي سواء على ارض الملعب او في غرفة الملابس، اذ لا يمكن تفسير غياب الروح على ارض الملعب والتي لطالما كانت السمة البارزة للألمان، فمن المعروف ان المنتخب الألماني يلعب حتى الدقيقة الأخيرة سواء كان فائزاً أو خاسراً، لكننا اليوم لم نعد نشاهد هذا الأمر وهو ما يفسر الفوز في 12 مباراة فقط من المباريات الـ29 الاخيرة للمانشافت.

بعدما كان يواكيم لوف مدربا يتمتع بالثقة والمصداقية، دفع الكثير من رصيده في الآونة الأخيرة وبات غير مرغوب به من جانب النسبة الاكبر من الجماهير واللاعبين السابقين حتى وصل الامر لاعتبار وجوده بمثابة عقوبة سجن "مدى الحياة"، مع ان البدلاء كُثُر سيما وان المدربين الألمان اثبتوا انهم الرقم واحد في هذه الآونة، ويمكن النظر قليلا الى ما يحدث في الدوريات الاوروبية لنعرف ان الخيارات كثيرة وغير محدودة.