بغض النظر عن النتائج التي سجلها ويسجلها مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب أولي غونار ​سولسكاير​، إلا ان كل من شاهد مباراة الفريق أمام باشاك شهير التركي ضمن دوري أبطال أوروبا، يخرج بانطباع وحيد ألا وهو ان من ظهر في المباراة هو فريق هاوٍ لا يتطابق على الإطلاق مع هوية الشياطين الحمر كفريق عريق له سمعته وانجازاته.

أخطاء دفاعية كارثية وتمركز "ساذج" لعدد من اللاعبين بحيث تشعر للوهلة الأولى ان مانشستر يونايتد لا يملك مدرباً، وهنا السؤال الذي لا تزال جماهير اولدترافورد تبحث عن إجابة له: متى تدق ساعة الحقيقة ويبدأ الحساب؟

لا يتعلق الأمر بخسارة مانشستر يونايتد امام باشاك شهير بقدر ما طرح مستوى الفريق الانكليزي هذا الموسم الكثير من علامات الاستفهام وخاصة ما يقدمه في البريمييرليغ، حيث يحتل فريق المدرب سولسكاير المركز الخامس عشر برصيد سبع نقاط من ست مباريات.

من المستغرب ما يحدث في مانشستر يونايتد خاصة بعد اعتزال السير ​اليكس فيرغسون​ التدريب، وكأنه كُتب على جماهير الشياطين الحمر العيش في قلق دائم، وهذا القلق عززته الطريقة التي ينتهجها سولسكاير منذ توليه تدريب الفريق حيث بدا من الواضح الأخطاء الفنية التي يقع فيها الفريق وخاصة الدفاعية منها، أضف الى ذلك غياب اللهجة الحاسمة في غرفة الملابس وهو ما تسبب بكثير من التوتر بين اللاعبين أنفسهم.

بعد الخسارة الفادحة أمام توتنهام هوتسبير في الدوري الانكليزي ومن ثم المستوى المتواضع في كثير من المباريات المحلية، جاء السقوط أمام باشاك شهير التركي ليطرح السؤال المعتاد بعد كل مستوى سيئ للفريق: هل حان موعد إقالة سولسكاير ومن هو البديل؟.

من الواضح ان بقاء سولسكاير مدرباً لمانشستر يونايتد لم يعد الخيار الأنسب لهذا الفريق العريق، خاصة ان ما يعاني منه الفريق من مباراة لأخرى لا يتعلق بضعف بدني من هنا او خيار تكتيكي خاطئ من هناك، بقدر ما بات المان يونايتد يعاني من غياب للهوية وافتقار سولسكاير للحلول، على الرغم من تواجد العديد من لاعبي الصف الأول على أرض الملعب، الا ان عدم وجود اسلوب للعب ترك الفريق الانكليزي غارقاً بين عجز تدريبي وتلكؤ إداري عن الضرب بيد من حديد.

الكثير من الكلام اليوم في الصحافة الانكليزية عن إمكانية تولي الارجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام السابق المهمة خلفاً لسولسكاير، لكن من المهم القول أيضاً ان ادارة مانشستر يونايتد لم تتعلم من الاخطاء السابقة منذ تعيين دافيد مويس ثم لويس فان غال فجوزيه مورينيو، وبالتالي فإن التأخر في اصدار القرارات الحاسمة سيُبقي الفريق في الدوامة عينها وهو ما نسمعه حالياً من ان الادارة لا تريد اصدار قرار بإقالة سولسكاير احتراماً لتاريخه السابق كلاعب مع النادي.

يبقى القول ان إمكانية استعادة مانشستر يونايتد لبريقه مع سولسكاير ربما تكون معدومة، بعدما بدا واضحاً ان المدرب النروجي لعب كل اوراقه واستنفذ كل الحلول القادرة على إنقاذ الشياطين الحمر من هذا المستنقع الذي لم يعد يعرف طريق الخروج منه منذ رحيل السير اليكس فيرغسون.