لعل أفضل حافز قد يتلقاه مدرب ​ريال مدريد​ زين الدين زيدان في ظل الازمة الفنية التي يعاني منها الميرينغي، كان الهدف الذي سجله البلجيكي ايدين ​هازارد​ في الفوز الكبير الذي حققه الفريق على ​هويسكا​ بأربعة أهداف مقابل واحد وذلك بعد مشاركته الاولى كأساسي هذا الموسم.

حتى ما قبل المباراة الأخيرة لريال مدريد في الليغا، كانت جماهير الفريق الملكي قد اقنعت نفسها ان هازارد هو غاريث بايل آخر في الفريق، خاصة في ظل عدم الاستفادة من إمكانيات جناح تشيلسي السابق بسبب إصاباته المتكررة منذ انتقاله الى سانتياغو برنابيو مقابل نحو 100 مليون يورو، ويكفي القول ان هدف هازارد أمام هويسكا كان الثاني له مع ريال في 24 مباراة في مختلف المسابقات، والاول منذ تشرين الاول/اكتوبر 2019.

لا يمكن اعتبار انتقال هازارد الى ريال مدريد حتى الآن بمثابة صفقة ناجحة، بسبب مكوثه في العيادة الطبية أكثر من التواجد على أرض الملعب، الأمر الذي زاد من معاناة زين الدين زيدان خاصة هذا الموسم في ظل المستوى الفني "المتأرجح" في الدوري الإسباني والسيئ في دوري أبطال أوروبا، سيما وان الميرينغي اكتفى بنقطة واحدة من مباراتين وضعته في ذيل القائمة.

اليوم ومع عودة هازارد للمشاركة كأساسي مع ريال مدريد، فإن البلجيكي سيكون بالتأكيد ورقة زين الدين زيدان في معاركه المقبلة سواء على الصعيد المحلي او الأوروبي، ومع ذلك سيبقى تواجد اللاعب على ارض الملعب موضع شك بالنسبة للكثيرين خوفاً من اصابة أخرى قد تبعده مجددا عن الفريق، وهو ما كان يحدث مع الويلزي غاريث بايل العائد الى توتنهام هوتسبير على سبيل الإعارة.

لن يستطيع زين الدين زيدان ان يتحمل غياباً لآخر لجناحه البلجيكي خاصة وان "التركيبة السحرية" لخطه الهجومي ليست بالشكل المطلوب في ظل تراجع مستوى كريم بنزيما رغم تسجيله هدفين أمام هويسكا، وفشل كل من فينيسيوس جونيور وأسينسيو وحتى رودريغو في فرض وجودهم على العشب الأخضر.

يخطئ من يعتبر ان عودة ايدين هازارد للعب كأساسي مع ريال مدريد لن تكون بذات الأهمية التي تنشدها الجماهير، لأن اللاعب البلجيكي اذا سَلِمَ من الإصابة مجدداً، فإنه سيكون بمثابة الورقة الرابحة لزين الدين زيدان، لكن هازارد بحاجة الى الثقة قبل اي أمر آخر وإبعاد الضغوط الجماهيرية عنه حتى تكتمل عودته بالشكل الذي من اجله تم التعاقد معه.

يمكن وصف عودة هازارد الى ريال مدريد في هذا التوقيت بالمثالية في الوقت الذي يعتلي فيه الريال الصدارة الاسبانية، لكن الميرينغي يبدو اكثر حاجة للاعبه في دوري أبطال أوروبا وتحديداً ابتداءً من مباراة انتر ميلان يوم الثلاثاء وهي المواجهة التي لا تحتمل اي تعثر جديد للفريق الاسباني بعد خسارته الأولى امام ​شاختار دونيستك​ وتعادله في المباراة الثانية أمام ​بوروسيا مونشغلادباخ​.

وحتى يثبت ايدين هازارد نجوميته مع ريال مدريد، سيبقى تواجد البلجيكي على أرض الملعب موضع شك بالنسبة للكثيرين وفي مقدمتهم جماهير سانتياغو برنابيو!.