غريب أمر ​بايرن ميونيخ​ الذي لا يتوانى عن إظهار الفارق الشاسع بينه وبين عمالقة أوروبا، وكأنه مصمم على فرض معادلات جديدة على الساحة الكروية تُعيد الى الأذهان تلك الحقبة التي أحكم فيها العديد من الفرق الأوروبية على الساحة المحلية والأوروبية، وهو بدأ بترسيخ تلك المفاهيم منذ الموسم الماضي بعد فوزه بثنائية الدوري والكأس في المانيا ثم ​دوري أبطال أوروبا​، قبل أن يفتتح الموسم الحالي أيضاً بثنائية السوبر المحلية والأوروبية.

من هذا المنطلق لم يكن مستغرباً أن يفتتح الفريق البافاري مشواره في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا بفوز كبير على ​أتلتيكو مدريد​ برباعية نظيفة، أرسل من خلالها رسالة قوية وحاسمة إلى الجميع بأنه بات اللاعب الأبرز على الساحة الاوروبية، وبات على كل هؤلاء سواء كانوا أبطالاً في دوري بلادهم أم أبطالاً سابقون لـ"ذات الأذنين" أن يعوا ان بايرن ميونيخ هو الأقوى والأبرز بلا منافس.

​​​​​​​

ولعل اللافت في كل سبق ان بايرن ميونيخ اتخذ لنفسه صفة "الجلاد" الذي لا يرحم وهو ما يتبين من سجل انتصاراته الكبيرة سواء في الدوري الألماني او دوري أبطال أوروبا، فالفوز على أتلتيكو مدريد برباعية نظيفة يحمل الرقم 20 الذي يسجل فيه بايرن ميونيخ أربعة أهداف أو اكثر في مباراة تحت قيادة المدرب ​هانزي فليك​ أكثر من أي فريق اخر في الدوريات الخمس الكبرى.

أضف الى ذلك ان القوة الهجومية التي أظهرها الفريق البافاري الموسم الماضي واستكملها هذا الموسم بتسجيله 24 هدفاً في ست مباريات في جميع المسابقات، باتت ملفتة للنظر ومحط اهتمام الكثير من المتابعين، مما يعني ان على كل الفرق التي تواجهه مستقبلاً أن تحسب ألف حساب لتلك اللقاءات.

يُحسب للمدرب فليك ومنذ توليه مهمته في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، انه قاد الفريق البافاري بثبات وباداء متوازن بين الهجوم والدفاع، كما انه قدم اكثر من لاعب مميز خلال المباريات التي خاضها الفريق، فكانت النتيجة هيمنة مطلقة لبايرن ميونيخ على الألقاب المحلية والاوروبية، وانتصارات ساحقة على فرق كبيرة.

من الواضح انها معادلة جديدة فرضها بايرن ميونيخ على الساحة الكروية، تلك المعادلة قد تكون مقدمة لتعزيز هيمنته على البطولات في ألمانيا وحتى في دوري أبطال أوروبا، اذ ان رجال المدرب فليك فرضوا أنفسهم كمرشحين فوق العادة من اجل الاحتفاظ باللقب الاوروبي اذا ما استمر الفريق على نفس المنوال عبر تحقيق الانتصارات الساحقة هنا وهناك.

هي مرحلة جديدة وصفحة مشرقة في التاريخ يكتبها بايرن ميونيخ في وقت تعاني فيه الكثير من الفرق الأوروبية أوضاعاً فنية سئية، مما يعني اننا مقبلون على رؤية هذا الفريق بشكل دائم على منصات التتويج دون التقليل من جدارته وقدرته على هزيمة أكبر الفرق حتى لو كانت في وضع فني أفضل مما هي عليه الآن.