يمكن اعتبار الجولة الثالثة من ​دوري الأمم الأوروبية​ هذا الأسبوع والرابعة في الاسبوع المقبل، بمثابة فرصة ثمينة لمدربي المنتخبات الأوروبية وخاصة الكبرى منها، من اجل توجيه رسائل مختلفة في كل الاتجاهات وتحسين المواقع في المجموعات الاربع قبل الجولات المقبلة والتي ستكون حاسمة من دون أدنى شك.

وشكّل استئناف المباريات الدولية في الشهر الماضي فرصة لمدربي المنتخبات الاوروبية من أجل التقاط الانفاس، بعد توقف المنافسات بسبب جائحة كورونا، واقتصار النشاط الكروي على استكمال مباريات بطولات الدوري في القارة العجوز ودوري أبطال أوروبا.

وبغض النظر عن مواقع المنتخبات الكبرى باستئناء ​ايطاليا​ و​اسبانيا​، فإن نتائج المرحلتين القادمتين ستكونان في غاية الأهمية بالنسبة لمدربي المنتخبات خاصة واننا سنشهد على مواجهات بين المتصدرين وأصحاب المركز الثاني، لكن ما يبدو مهماً بالنسبة للمدربين هو التأكيد على ما سيظهره اللاعبون عقب نهاية تلك الجولتين.

فالمنتخب الإيطالي بقيادة ​روبرتو مانشيني​ يريد الحفاظ على الصورة المشرقة التي يقدمها الازوري والتي تكللت بفوز مهم على ​هولندا​ المنافسة الابرز في المجموعة، لذلك فإن المواجهتين المقبلتين أمام ​بولندا​ وهولندا سترسمان من دون ادنى شك ملامح تأهله الى المربع الذهبي، مع العلم ان المنتخب البرتقالي بقيادة مدربه الجديد فرانك دي بوير يريد تقديم نفسه خاصة انه لم ينجح في مباراته الأولى وسقط ودياً امام نظيره المكسيك هذا الاسبوع.

واذا كان مدرب منتخب انكلترا غاريث ساوثغايت مطمئن لوضع منتخبه قبل مواجهة بلجيكا المتصدرة، الا ان تلك المواجهة ستشكل حدا فاصلاً نحو الذهاب أبعد مما فعله في النسخة الماضية بخروجه من دور الأربعة، في حين ان مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان يريد من مواجهته الصعبة أمام المنتخب البرتغالي المتصدر بفارق الأهداف، الحفاظ على تألق نجومه وفي مقدمتهم مهاجم برشلونة انطوان غريزمان الذي سجل هدفا في الفوز الودي الكبير على اوكرانيا، وهو ما سيساعده على ممارسة المزيد من الضغط على مدرب البارشا رونالد كومان بسبب المركز الذي يلعب فيه غريزمان في الدوري الاسباني.

ربما يكون مدرب المنتخب الاسباني لويس انريكي الأقل تعرضاَ للضغوط بسبب صدارته للمجموعة وخوضه لمباراتين سهلتين نسبياً أمام سويسرا واوكرانيا، الا ان هذا الامر مغاير تماماً بالنسبة لمدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف الذي يتعرض لضغوط شديدة نتيجة النتائج المخيبة للآمال للمانشافت.

لم يستفد لوف من تألق الكرة الألمانية هذا الموسم والذي تجسد بفوز بايرن ميونيخ بلقب دوري أبطال أوروبا، وتعادل في اول مباراتين في دوري الامم مع اسبانيا وسويسرا، وزاد الطين بلة التعادل الودي أمام تركيا بثلاثة اهداف لكل منهما الامر الذي طرح الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبله مع المنتخب الألماني.

وفي الوقت الذي يحتل فيه المنتخب الألماني المركز الثالث في مجموعته برصيد نقطتين، فإن الإخفاق في مباراتي أوكرانيا وسويسرا سيكون مكلفا للغاية وقد يتسبب في قرارات تطالب بها الجماهير الألمانية ليس أقلها التغيير في الجهاز الفني لبطل كأس العالم 2014