كان البعض يعتقد ان بلوغ ​باريس سان جيرمان​ المباراة النهائية ل​دوري أبطال أوروبا​، سيشكل بداية لمرحلة جديدة من إثبات الوجود على الساحة الأوروبية بعد سنوات من المحاولات الأوروبية منذ تحوّل ملكية النادي الفرنسي، لم تفض إلا لسيطرة على البطولات المحلية على الرغم من حجم الإنفاق الذي وضعته إدارة الفريق من أجل إستقدام لاعبين على مستوى عال وفي مقدمتهم البرازيلي ​نيمار​ القادم من برشلونة بمبلغ فلكي والفرنسي كليان مبابي.

وعلى الرغم من فشل الفريق الباريسي بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى بعد خسارته أمام بايرن ميونيخ الالماني بهدف، إلا أحداً لم يتوقع أن تتحول تلك الخسارة إلى كابوس يقضّ مضاجع مشجعي باريس سان جيرمان، فبدل أن يكون الوصول الى النهائي الأوروبي حافزاً من أجل بداية قوية في الموسم الجديد، إذ بفريق المدرب ​توماس توخيل​ يتلقى خسارتين متتاليتين في أول مباراتين أمام لانس و​مرسيليا​ بهدف دون مقابل.

من الواضح ان باريس سان جيرمان يعاني من اختلال في التوازن الفني بسبب مستجدات كثيرة لعل أهمها إصابة عدد من اللاعبين بفيروس كورونا ومنهم نيمار ومبابي، أضف الى ذلك رحيل البرازيلي تياغو سيلفا نجم الدفاع في الفريق الفرنسي الى تشيلسي الانكليزي، الأمر الذي أدى الى كارثة في المباراتين الافتتاحيتين للدوري الفرنسي لكرة القدم.

لكن اللافت أيضا ان الفريق الفرنسي لديه مشكلة هجومية، فهو لم يسجل أي هدف في آخر ثلاث مباريات رسمية لعبها، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ما يحدث داخل باريس سان جيرمان وقدرة المدرب الألماني توخيل على معالجة الوضع في وقت مبكر من الموسم، وفي ظل كل الاستحقاقات التي تنتظر الفريق الباريسي سواء على الصعيد المحلي او الاوروبي.

إلا ان المتابع لكلاسيكو فرنسا الذي جمع باريس سان جيرمان بطل الدوري مع مرسيليا، تلمس وجود اكثر من مشكلة وربما تتعدى ما يحدث على أرض الملعب، بمعنى ان الحالة الذهنية للاعبي الفريق لم تكن على مايرام خاصة لجهة عدم تقبل الخسارة والدخول بمشادات غير مفهومة تسببت بطرد ثلاثة لاعبين قبل انتهاء المباراة وكان منهم البرازيلي نيمار، وهو ما قد يتسبب بمشاكل إضافية للمدرب توخيل في المباريات المقبلة.

وفي المقابل فإن فوز مرسيليا بالكلاسيكو أكد ان الفريق يسير على الطريق الصحيح نحو استعادة أمجاده والتي أرساها بتأهله الى دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وهو حقق فوزه الثاني توالياً وفك عقدة الفوز على باريس سان جيرمان حيث لم يذق طعم الانتصار منذ تسعة أعوام، كما انه الفوز الاول في بارك دي برنس منذ عشرة أعوام.

باختصار يحتاج الفريق الباريسي إلى جمع قواه خاصة وان هذا الموسم لن يكون سهلاً لكونه كما جميع الفرق معرض لاصابات جديدة بفيروس كورونا، أضف الى ذلك ان الطموحات لدى المنافسين كبيرة، وهي ستتعزز في حال لم يتمكن توماس توخيل من إعادة تصويب مسار الفريق في المباريات المقبلة.