نتفق جميعاً على ان الموسم المنصرم لم يكن عادياً على الإطلاق في ظل التوقف الطويل للمنافسات الكروية حول العالم جراء جائحة كورونا، والتي لم يسلم منها الكثير من المدربين واللاعبين والأجهزة الفنية والادارية في مختلف الأندية، ومع ذلك تمكنت غالبية الإتحادات المحلية من إكمال الموسم وفق بروتوكول صحي صارم وبغياب الجماهير عن المدرجات.

وعلى الرغم من تأجيل المناسبات الكبرى ومنها ​بطولة أمم اوروبا​ و​كوبا اميركا​ والألعاب الأولمبية، الا ان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم نجح هو الآخر في إيصال منافسات دوري أبطال أوروبا و​الدوري الاوروبي​ إلى بر الأمان لكنه اضطر لإجراء تعديلات على قوانينها لاسيما المتعلقة بمرحلة خروج المغلوب حيث قرر إقامة جميع الادوار من مباراة واحدة وفي مكان موحد ابتداء من ربع النهائي.

ووسط كل التغييرات التي طرأت على الموسم الجديد ابتداء من موعد الانطلاق الى فترة الانتقالات الصيفية وأمور أخرى، بقي التفاؤل كبيراً بإمكانية عودة كرة القدم الى طبيعتها داخل أرض الملعب، لكن فيروس كورونا أطل برأسه مجدداً حاصداً معه العديد من اللاعبين ومنهم نيمار، دي ماريا، بوغبا، دافيد سيلفا وآخرين كثر من أندية ارسنال وتوتنهام ومرسيليا وباريس سان جيرمان وغيرها من الاندية الأوروبية.

من الواضح ان تلك الإصابات الطارئة ستطرح الكثير من علامات الاستفهام حول التزام الاتحادات المحلية بموعد انطلاق منافساتها خاصة وان بعض البروتوكولات الصحية تفرض إيقاف التدريبات في حال إصابة ثلاثة لاعبين او اكثر من الفريق الواحد، كما ان الوضع المستجد سيفرض إعادة النظر بقرار بعض الاتحادات ومنها الاتحاد الألماني لكرة القدم بعودة جزئية للجماهير الى المدرجات.

ومما لاشك فيه ان تلك الاصابات الجديدة وما يمكن ان تتعرض له فرق كثيرة مستقبلاً سيؤثر كثيراً على المنافسة في موسم مضطرب أصلاً بفعل عدم وجود فارق زمني كبير بين الموسم الماضي والحالي، أضف الى ذلك ان من شأن تعرض اللاعبين والأندية الى "موجة ثانية" من جائحة كورونا سيدفع بالكثير من الاتحادات المحلية الى التشديد في فرض المزيد من القيود داخل وخارج الملعب وهو ما سيحد من تحركات اللاعبين اكثر فأكثر.

لكن من المهم القول ان الإصابات التي تعرض لها اللاعبون حالياً لم تنجم عن البروتوكول الصحي الذي طبق في الموسم الماضي بعدما نجحت الاجراءات المتبعة في ابعاد شبح كورونا عن المستطيل الاخضر، إنما جاءت عن قلة وعي من اللاعبين خلال تمضيتهم اجازاتهم بعد انقضاء الموسم.

يبقى القول ان المخاوف التي اثيرت عم امكانية استكمال الموسم الماضي، قد تتجدد مع انطلاق الموسم الجديد، لكن ربما تكون أكثر خطورة وأكثر كلفة خاصة واننا في بداية الموسم، مما يعني اننا سنشهد الكثير من التوقفات المتوقعة والتي كانت محصورة سابقا بالعطلة الشتوية وايام الفيفا، وربما قد نصل الى المزيد من تأجيل المباريات وهذا بحد ذاته سيكون له الكثير من التداعيات على الاتحادات المحلية والأندية المشاركة في جميع منافسات الموسم.