كم هو مقدار الحظ الذي يمكن ان يتمتع به مدرب يتولى حديثاً تدريب فريق يدعى برشلونة ويضم أفضل لاعب في العالم هو ليونيل ميسي، لكن كم انت سيئ الحظ حين توقع عقداً لتصبح سيد الكامب نو، الا ان أول مشكلة تواجهك هي رحيل النجم المفضل وصاحب الفضل الأول في الإنجازات التي حققها النادي في العقد الاخير.

باختصار هي حكاية الهولندي ​رونالد كومان​ مع برشلونة والذي اسندت اليه المهمة خلفا للمدرب ​كيكي سيتيين​ بعد الخسارة المذلة أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن المهمة الأولى لكومان لم تكن على الاطلاق الاشراف على التدريب الأول للفريق، انما الحديث مع ليونيل ميسي لمعرفة قراره بشأن مستقبله مع النادي في ظل عزمه على الرحيل.

من الواضح ان رونالد كومان اختار تدريب برشلونة في أسوأ فترة يمر بها النادي، وهو ما يحتم عليه وضع استراتيجية مختلفة خاصة اذا ما أصر ليونيل ميسي على الرحيل عن الكامب نو، وهي المشكلة الاكبر التي ستواجه المدرب الهولندي، لأن ذلك سيدفعه الى بناء فريق لا يعتمد كلياً على لاعب واحد كما كان يحدث في السابق، اضافة للثغرات الكبيرة التي يعاني منها الفريق في خط الدفاع والترهل لدى العديد من اللاعبين ممن تخطوا الثلاثين والذي يفوق عددهم نصف عدد لاعبي الفريق على أرض الملعب.

طريق كومان مع برشلونة محفوفة بالمخاطر، لكن رحيل ليونيل ميسي عن الكامب نو سيتيح للمدرب الجديد الإبحار بسفينة برشلونة نحو أفق مختلف عما كان يحدث في السنوات العشر الماضية، وقد يؤسس هذا الأمر لمرحلة جديدة تفرض على جماهير النادي بدء التعود على شكل جديد للفريق كما حدث مع ريال مدريد ابان مغادرة ​كريستيانو رونالدو​ الى يوفنتوس الايطالي قبل عامين، ولا ضرر ان لم يعرف الفريق الكتالوني طعم الانجازات في الموسم الاول لكومان، لأن القادم سيكون أفضل من دون أدنى شك.

ربما يكون رونالد كومان أحد الأشخاص الذين لا يريدون وجود ليونيل ميسي ضمن مشروعه الجديد وهو ما يفسر أولا اللهجة الصارمة التي تحدث بها مع البرغوت الأرجنتيني، وثانياً الرغبة بأن يكون الآمر الناهي في الفريق، خاصة في ظل ما حدث خلال السنوات الماضية والتي كان خلالها ليو متدخلا لا بل فارضا للكثير من الأراء الفنية سواء على أرض الملعب او لجهة التعاقد مع مدربين ولاعبين.

لكن استمرار ليونيل ميسي في برشلونة، ربما يفرض معادلات أخرى على استراتيجية كومان الفنية مع الفريق، ومع ذلك فإن المدرب الهولندي سيبقى مصراً على قيادة سفينة برشلونة نحو الطريق التي خطط لها، بمعنى ان كومان سيرفض ان يكون تاتا مارتينو او ارنستو فالفيردي او كيكي سيتيين آخر، ولن نرى بعد الآن مدربا يقف على خط الملعب فيما ميسي يوجه رفاقه على ارض الملعب!.