حقق بايرن ميونيخ لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعدما فاز على ​باريس سان جيرمان​ 1-0 في المباراة النهائية التي جرت على ملعب النور في مدينة لشبونة البرتغالي.

المدير الفني لبايرن ميونيخ هاينز ديتر فليك بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع روبرت ليفاندوفسكي كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لباريس سان جيرمان توماس ​توخيل​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي دي ماريا، نيمار ومبابي في خط الهجوم.

الشوط الأول:

بايرن بدأ المباراة ممسكا بالكرة مع اعتماد الضغط العالي في منطقة الفريق الباريسي ما سمح له ببقاء الكرة بين أقدام لاعبيه وهذا ما جعل البي أس جي يتمركز في منطقته الدفاعية ثم يحاول الصعود شيئا فشيئا نحو الأمام ما جعل الربع الساعة الاولى من المباراة هادئة لكن الأمور أصبحت أسرع مع بدء كلا الفريقين في صناعة الفرص لكن بايرن كان الفريق الأكثر نشاطا مع التحرك عبر طرفي الملعب وتقدم الأظهرة للعب الكرات العرضية وكان لافتا محاولة الباريسيين الضغط أيضا في ملعب بايرن لتبطيئ بناء بايرن للهجمات والذي نشط في الجهة اليسرى مع تركيز عبر الثنائي دايفيز وكومان.

باريس سان جيرمان عانوا كثيرا في الصعود بالكرة وبناء اللعب الهجومي أمام الضغط العالي لبايرن والذي أظهر قوة بدنية كبيرة وتقارب واضح بين الخطوط الثلاثة والذي أجبر مدربه فليك على إخراج بواتينغ المصاب وإدخال زوله في خط الدفاع.

الفرص الحقيقية لبايرن حضرت في مرتين فيما اعتمد البي أس جي على سياسة إضرب واهرب وهو سنحت له بعض الكرات لكن حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير تألق وأبعدها لتمر دقائق الشوط الأول بسيطرة بافارية من دون فعالية هجومية ليدخل الفريقان غرف الملابس والنتيجة هي التعادل السلبي.

الشوط الثاني:

بداية الشوط الثاني كانت هادئة لكن بايرن تابع سيطرته على خط الوسط مع وصول نسبة استحواذ الفريق على الكرة إلى حوالي 65 بالمئة وسط نجاح الضغط العالي لبايرن في وضع الباريسيين تحت الضغط ومحاصرتهم في مناطقهم الدفاعية.

وأمام محاولات بايرن الهجومية من تغيير جهة اللعب بالكرات الطولية وتقدم الأظهرة للمساندة الهجومية، نجح كومان في افتتاح التسجيل لبايرن عند الدقيقة 59.

بايرن لم يتراجع بعد التقدم بهدف بل بقي بنفس الأسلوب، الضغط العالي والدفاع المتقدم في وسط الملعب مع انتشار عرضي مميز للغاية ما جعل البي أس جي من دون أي ردة فعل ليقوم المدرب توخيل بتبديله الأول ويخرج باريديس ويدخل فيراتي لتنشيط خط الوسط.

بايرن استمر خطرا في طرفي الملعب مع تشكيل كومان لمشاكل كثيرة لمدافعي البي أس جي في الجهة اليمنى ووضوح عدم قدرة البي أس جي على الضغط المتواصل وفرض أسلوبه.

مدرب بايرن تدخل للمرة الأولى فأخرج الجناحين كومان وغنابري وأدخل كوتينيو وبيريسيتش لتنشيط الهجمات المرتدة والبقاء على السيطرة في خط الوسط فيما دخل دراكسلر مكان هيريرا عند البي أس جي مع التحول إلى الرسم التكتيكي 4-2-4 ثم موتينغ مكان دي ماريا لكن الأمور لم تتغير في الربع الساعة الأخيرة فبايرن كان ممسكا بزمام الأمور واستوعب هجمات البي أس جي الخجولة بسبب نسق بايرن المرتفع والضغط العالي المستمر ما جعل الأمور تسير حتى النهاية دون أي مشاكل ويفوز بايرن باللقب الأوروبي عن جدارة واستحقاق.

ملاحظات عامة:

يستحق بايرن الفوز نظرا للأداء الذي قدمه خلال البطولة بشكل عام ومدرب بايرن فليك بقي وفيا لأسلوبه القائم على الضغط العالي والإستحواذ والدفاع المتقدم رغم امتلاك باريس سان جيرمان لثلاثي هجومي قوي لكن فليك حضّر فريقه بشكل جيد للغاية وقرأ نقاط قوة البي أس جي وسيطر عليها ما سمح له بتحقيق الفوز واللقب الأوروبي الغالي.

لم يظهر البي أس جي بالصورة المطلوبة وربما كان هذا هو مستواه الحقيقي أي أقل من جودة بايرن فالفريق رغم امتلاك ثلاثي هجومي جيد ما زال يعاني في خطي الدفاع والوسط والفريق لم يكن قادرا على فرض أسلوبه حتى أن بعض الكرات الخطرة التي حصل عليها كانت من خلال هفوات دفاعية قام بها لاعبو بايرن في عدة مناسبات لكن لم يستغلها الفريق الباريسي بالشكل المطلوب.

يجب كيل المديح للاعب خط وسط بايرن ميونيخ الإسباني تياغو ألكنتارا والذي قدم مباراة مميزة توج بها مجهودا رائعا يقوم به منذ عدة مواسم في خط وسط بايرن لكن لا يتم تقديره " إعلاميا " كما يجب. ألكانتارا كان مركز الثقل في خط الوسط واللاعب الذي يربط خط دفاع بايرن بخط هجومه مع رؤية مميزة للملعب خاصة في تحويل وجهة اللعب من اليمين إلى اليسار والعكس مع قدرة على تحمل الضغط الدفاعي والأهم اللمسات الدقيقة والمتقنة والتي وصلت دقتها إلى 90 %.