كان الدوري الألماني هو أول دوري يسدل الستار عليه بعد التوقف القسري بسبب جائحة فيروس الكورونا. وبعدما كانت ألمانيا الدولة الأولى التي حرّكت عجلاتها الكروية بعد الفيروس اللعين، انطلقت البوندسليغا من جديد ومن دون توقف خلال جولات متتالية استكملت حتى النهاية وفق بروتوكول طبي صارم فتح الباب أمام الدوريات الأخرى من أجل تكرار التجربة وتكملة بطولاتها. في هذا التقرير سنتعرف على أبرز ما حمله موسم 2019-2020 الطويل على غير العادة من أحداث كروية وكيف كان شكل الترتيب في نهاية البطولة.

· ​بايرن​ حسم اللقب بسهولة، وصراع شرس دار على مركز الوصافة

لم يجد بايرن ميونيخ أي صعوبة في تحقيق لقب جديد في الدوري الألماني بعدما تصدر جدول الترتيب لفترة طويلة وبفارق مريح من النقاط. وبعد بداية مهزوزة تحت قيادة المدرب ​نيكو كوفاتش​، قامت إدارة بايرن بإقالته وتعيين مساعده ​هانز فليك​ مكانه والذي بدأ بسلسلة الإنتصارات حيث أصبح بايرن الفريق الذي لا يقهر في ألمانيا لينهي الدوري برصيد 82 نقطة وكان صاحب أقوى خط هجوم في الدوري فسجل مئة هدف مع معدل تهديفي وصل إلى 2.94 هدف في المباراة الواحدة بجانب خط دفاع صلب لم يتلق إلا 32 هدف بمعدل اهتزاز شباكه بأقل من هدف واحد في كل مباراة.

مقابل ذلك، لم يكن الصراع على المركز الثاني محسوما، بل شهد الكثير من الشد والجذب بين بوروسيا دورتموند وآر بي ​لايبزيغ​ على وجه الخصوص لينهي بوروسيا دورتموند الأمور لمصلحته بفضل الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها متفوقا على لايبزيغ ومدربه الشاب جوليان نايغلسمان الذي قدم موسما جيّدا للغاية وفرض نفسه مع فريق شاب ومميز رقما صعبا في كرة القدم الألمانية لهذا الموسم.

· معركة مميزة على مراكز دوري الأبطال واليوروبا ليغ

شهد المركز الرابع وهو آخر البطاقات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل صراعا قويا بين بوروسيا مونشغلادباخ وباير ليفركوزن وهو صراع استمر حتى المرحلة الأخيرة من الدوري ليحسم مونشغلادباخ الأمور بعدما وصل إلى النقطة 65 مقابل 63 نقطة لباير ليفركوزن والذي اكتفى بالمشاركة في بطولة اليوروبا ليغ الموسم المقبل.

أما في المركزين السادس والسابع الذي يتأهل أيضا صاحبهما لليوروبا ليغ، فشهدت الأمور الكثير من التقلبات وسط منافسة لم تكن سهلة إطلاقا لكن حسمها في نهاية المطاف برصيد 52 نقطة ثم فولفسبورغ برصيد 49 نقطة مقابل 48 نقطة لفرايبورغ الذي حاول قدر الإمكان المنافسة حتى النهاية لكن قلة الخبرة خانته في الأوقات الحاسمة.

وهنا لا بد من التوقف على أداء شالكه 04 والذي كان في مركز الوصافة خلال الفترة الأولى من الدوري لكنه في القسم الثاني تراجع بشكل مخيف مع خسارة تلو الأخرى وتعثر وراء التعثر ليصل في النهاية إلى المركز الثاني عشر برصيد 39 نقطة ولم يحقق أي مركز أوروبي بعدما كان في المتناول.

· المنطقة الدافئة كانت كبيرة في وسط جدول الترتيب

كانت المنطقة الدافئة في وسط جدول الترتيب دافئة بكل ما للكلمة من معنى حيث ضمت العديد من الفريق التي كانت بعيدة نوعا ما عن صراع الهبوط ولم تكن مهددة على الإطلاق وأبرز تلك الفريق هي إينتراخت فرانفورت، قطبي العاصمة برلين، هيرتا ويونيون إضافة إلى ماينز، كولن وأغوسبورغ التي عرفت كيف تتجنب دخول معمعة الهبوط وهذا ما سمح لها في خوض آخر الجولات في الدوري من دون أية ضغوط كونها كانت قد ضمنت بشكل منطقي البقاء قبل عدة جولات من النهاية كما لم تكن لهم أية فرص حقيقية في المنافسة على أي من المراكز الأوروبية.

· بادربورن ودّع باكرا، دوسلدورف دفع الثمن وبريمن أنقذ تاريخه في اللحظات الأخيرة

لم ينجح بادربورن في مقارعة الكبار في البوندسليغا فلم يصمد إلا موسما واحدا وقدم موسما بكل صراحة أقل بكثير من التوقعات فاحتل المركز الأخير في الدوري برصيد 20 نقطة فلم يحقق الفوز إلا في 4 مباريات وهو كان صاحب خط الدفاع الأضعف في

الدوري مع اهتزاز شباكه 74 مرة خلال 34 مباراة بمعدل 2.18 هدف في المباراة الواحدة. ثاني المودعين في هذا الموسم كان نادي فورتونا دوسلدورف الذي بدا بأنه في وضع مريح للغاية في القسم الأول من الدوري لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب في القسم الثاني من الدوري خاصة بعد العودة من التوقف القسري بسبب فيروس الكورونا مع تراجع كبير في الأداء على كافة الصعد.

وعانى دوسلدورف من مشاكل هجومية كبيرة وسجل فقط 36 هدفا وكان أضعف خط هجوم في الدوري حيث خاض معركة طويلة مع بريمن والذي أنهى الموسم ب31 نقطة في المركز السادس عشر مقابل 30 نقطة لفورتونا دوسلدورف في المركز السابع عشر.

هذا السيناريو دفع بريمن إلى خوض المواجهة الفاصلة من أجل البقاء أمام ثالث الدرجة الثانية وكان نادي هيدينهايم. المواجهة لم تكن سهلة على الإطلاق فتعادل في الأولى 0-0 ثم في الثانية 2-2 ليبقى في الدرجة الأولى بفارق الأهداف المسجلة خارج الديار وهذا جنب نادي بريمن العريق سيناريو لم يكن بالحسبان أبدا وهو الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية وما يمثله من مشاكل كبيرة له في المستقبل.