عادة ما تحسم البطولات بالنتائج ويقال بأنه ليس المهم الأداء بل النتيجة في عالم كرة القدم وهي من يتذكرها الناس في النهاية فلا يهم كيف تفوز أو الطريقة التي تفوز بها بل كرة القدم أهداف.

من هذا المنطلق، أحببنا أن نضيئ عن كافة نهائيات البطولات الكبرى بداية من عام 2000 في سلسلة متواصلة من الحلقات والتي سنركز فيها ليس على من فاز أو كيف فاز بل سنسلط الضوء على لحظة هامة أو مفصل في كل مباراة نهائية لو حدث لكان غيّر من نتيجة اللقاء، هذا الحدث قد يكون إما فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية وإلى ما هنالك وسنستمر في هذا التقرير بالحلقة التاسعة والتي سنتناول فيها أهم نهائيين اثنين حصلا في عام 2009، وهما نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ ونهائي ​كأس القارات​.

· ​البرازيل​ 3-2 ​الولايات المتحدة الاميركية​ ( نهائي كأس القارات – إيليس بارك ستاديوم بمدينة جوهانسبيرغ الجنوب أفريقية / الحكم الدولي السويدي مارتن هانسون ):

كان هذا النهائي هو أحد أكثر المباريات النهائية في البطولة القارية إثارة حيث وصل منتخبا البرازيل والولايات المتحدة إلى النهائي ونجح منتخب الولايات المتحدة في التقدم بعد مرور 27 دقيقة 2-0 بهدفين عن طريق ديمبسي ودونوفان لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب الأميركي 2-0.

لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب في الشوط الثاني حيث حضر لاعبو المنتخب الأميركي بأجسادهم فقط لكن عقولهم وأقدامهم لم تكن حاضرة لتتلقى شباكه الهدف تلو الآخر ويقلب المنتخب البرازيلي تأخره من 2-0 إلى فوز 3-2 فمن كان يتحمل مسؤولية هذا ؟

بكل بساطة، يتحمل المدير الفني للمنتخب الأميركي آنذاك بوب برادلي مسؤولية ما حصل فهو في الشوط الثاني فشل في التعاطي مع المعطيات ولم يتحرك أبدا عند تسجيل المنتخب البرازيلي هدفه الأول فبدا الضياع التكتيكي واضحا عند لاعبي المنتخب الأميركي مع فقدان السيطرة بشكل تام على خط الوسط وعدم القيام بأي هجمة مرتدة طوال الشوط الثاني بأكمله رغم أن المنتخب البرازيلي اندفع للأمام وترك المساحات لكن برادلي لم يتحرك أبدا وقام بأول تبديلاته عند الدقيقة 75 بعدما أصبحت النتيجة 2-2 لكنه لو قام بتبديل في خط الوسط قبل ذلك وفعّل اللعب الهجومي لكان قادرا على الصمود وإجبار المنتخب البرازيلي على تخفيف حدة إيقاعه الهجومي لكن ذلك لم يحصل ليخسر المنتخب الأميركي اللقب بشكل دراماتيكي ويكون برادلي المسؤول الأول عن هذه الهزيمة المؤلمة وضياع اللقب القاري.

· برشلونة 2-0 مانشستر يونايتد ( نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم – ملعب الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما / الحكم الدولي السويسري ماسيمو بوساكا ):

كان برشلونة الإسباني في ذلك الوقت في قمة مستواه الفني حيث بدأ ببسط السيطرة على كرة القدم الأوروبية وهو وصل إلى النهائي الأوروبي ليواجه الفريق الإنكليزي العريق مانشستر يونايتد.

ومثلما كان متوقعا، بدأ برشلونة المباراة بقوة حيث ضغط من أجل تسجيل هدف التقدم وبالفعل تمكن إيتو من التقدم 1-0 لبرشلونة بعد 10 دقائق.

اليونايتد حاول بعدها تعديل نتيجة لكن برشلونة كان ممسكا بخط وسط الملعب إضافة لعدم وجود فرص حقيقية لمانشستر يونايتد والذي تلقت شباكه هدفا ثانيا عند الدقيقة 70 عبر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

عندها حاول اليونايتد الضغط بشكل كبير من أجل تسجيل هدف تقليص الفارق ثم البحث في كيفية العودة إلى المباراة. وشهدت المباراة حدثا مفصليا عند الدقيقة 72 أي بعد دقيقتين فقط من تسجيل ميسي لهدف برشلونة الثاني، وصلت الكرة العرضية إلى راين غيغز لاعب مانشستر يونايتد وكان بعيدا بأقل من عشرة أمتار بمواجهة مرمى برشلونة لكن غيغز لم يصب الكرة لتصل إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الغير مراقب أبدا وهو بعيد فقط أربعة أمتار عن مرمى فيكتور فالديز حارس برشلونة لكن رونالدو تسرع وسدد في جسد فالديز ليضيع على فريقه فرصة ذهبية لا تعوض من أجل تقليص الفارق ولو حصل هذا الأمر، لكانت الأمور ربما قد اختلفت كثيرا.