قبل أقل من شهر على موعد المباراة المنتظرة بين مانشستر سيتي وريال مدريد في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بات بالإمكان إعادة النظر بكل الكلام الذي قيل عن سهولة عبور الفريق الإنكليزي الى ربع النهائي منذ فوزه على نظيره الإسباني ذهاباً في سانتياغو بيرنابيو بهدفين مقابل واحد، وهي المباراة التي اقيمت قبل ايام من توقف النشاط الرياضي بسبب جائحة كورونا، في ظل المستجدات الفنية التي طرأت على الفريقين بعد استئناف الموسم.

اليوم يجلس الفريقان على عتبة انتظار المواجهة في ظل متغيرات شهدتها الأيام الماضية وأفضت إلى تتويج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني بعد سلسلة رائعة من الانتصارات لفريق المدرب زين الدين ​زيدان​، في حين ان مانشستر سيتي بدا غير جاهز فنيا منذ العودة الى العشب الأخضر، وهو أهدى خصمه ليفربول لقب الدوري الإنكليزي دون ان يلعب اثر خسارته امام تشيلسي، كما ودع كأس الإتحاد الإنكليزي بخسارته امام الارسنال بهدفين دون رد.

ثلاث هزائم تعرض لها فريق المدرب بيب غوراديولا منذ عودة منافسات كرة القدم مقابل مستويات رائعة للميرينغي، اعادت خلط الكثير من الأوراق قبيل المواجهة المرتقبة في السابع من الشهر المقبل، وعلى الرغم من ان ريال مدريد ليس بالخصم السهل حتى لو لم يفز بلقب الليغا، إلا ان تطور مستوى الفريق الملكي في الآونة الأخيرة وانتزاعه اللقب من غريمه التقليدي برشلونة، وضع مانشستر سيتي في وضع صعب وضغط كبير للخروج من تلك الموقعة ببطاقة التأهل الى الدور ربع النهائي.

فالمدرب بيب غواريولا الذي اكتفى هذا الموسم بلقب كأس رابطة الأندية المحترفة مقابل ثلاثية محلية في الموسم الماضي، يريد انقاذ موسمه بانجاز أوروبي يُعيد الإعتبار اليه بعد فقدان لقب البريمييرليغ ومن ثم الخروج من نصف نهائي كأس انكلترا، لذلك يتعين على المدرب الإسباني التعامل مع تلك الضغوطات التي لا يشعر بها خصمه زين الدين زيدان المتوج بلقبي كأس السوبر الاسبانية والليغا هذا الموسم، وسبق له شخصيا الفوز باللقب الأوروبي ثلاث مرات متتالية.

الكثير من الظروف يمكن ان تحدث في مباراة الاياب بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، لكن الضغوط التي اشرنا اليها ربما تقلب الطاولة على "نشوة" مبالغ فيها من جانب لاعبي الفريق الإسباني قد تفضي الى عدم قدرتهم على تعويض خسارة الذهاب وبالتالي الخروج من البطولة القارية.

بين ​غوارديولا​ وزيدان قنبلة سريعة الإنفجار ربما تودي بأحدهما وتنقذ الآخر، وبالمقارنة بين مستوى الريال والسيتي، فإن فتيل الإنفجار سيكون بيد زيدان وما على غوارديولا الا منعه من اشعاله!.