اعتبر رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلّة الأستاذ ​اكرم الحلبي​ ان "بكّير تنحكي عن الموسم المقبل للعبة". قد يكون رئيس الاتحاد محقّا بذلك، لو انّ الأسباب وراء توقّف الدوري اللبناني لموسم ٢٠١٩ / ٢٠٢٠ انتهت ولن تكون عائقا امام اللعبة في الموسم المقبل.

وحقيقة الأمر انّ الواقع المرير وتردّي الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة، والوباء المستجدّ "كوفيد-١٩"، وما سببه من ذعر واصابات في لبنان والعالم، كلّ ذلك، كان سبب توقّف الدوري والحياة اليومية، ولا يزال يضيّق الخناق على ابناء هذا البلد وعلى مستقبلهم وعلى الرياضة ومستقبلها ومن بينها اللعبة الشعبيّة الأولى في لبنان.

فبات من الضروري التباحث والتشاور وطرح الأفكار والحلول في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه وللمضي قدما، رغم كلّ شيء.

فهل سيعود الدوري اللبناني لكرة السلّة، الموسم المقبل ام لا؟ وفي حال عودته، هل ستشارك فرق الدرجة الأولى كلّها؟ وهل سيتمّ تطبيق عملية الترفيع والتنزيل ؟ وكيف سيكون شكل البطولة؟ هل ستبقى قيمة العقود مرتفعة؟ هل سيحضر الجمهور؟ وما هو سعر بطاقة الدخول؟ من سينقل الدوري، التلفزيون ام مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل ستتمكن الأندية من اجراء فحوصات ال PCR، على اللاعبين والاداريين لحمايتهم من امكانيّة نقل العدوى ؟

تساؤلات كثيرة لمحبّي اللعبة ومتابعيها، وكذلك لدى الأندية واللاعبين هموم وتساؤلات أخرى كثيرة، ما من حلّ لها حتّى الآن. فقط يجمعهم حبّهم لهذه اللعبة وشوقهم للعودة الى الملاعب. وفي حال العودة، ستكون التضحيات كثيرة ومن الجميع. من اجل الحفاظ على اللعبة وعلى استمراريتها.

نادي هوبس

ففي نادي هوبس، استعادت الأكاديمية نشاطها، وفي حال وضع الاتحاد روزنامة الموسم المقبل، فالهوبس سيشارك. واضاف المدرّب جاد الحاج لمندوبة صحيفة "السبورت" الالكترونية، انّ الدوري في حال انطلق، سيكون متواضعا. وهذا امرّ اكّدته معظم الأندية، سيكون مختصرا ليتناسب مع الظروف الاستثنائية، وانّ العقود مع اللاعبين ستكون بالليرة اللبنانيّة، ولن تكون مرتفعة. وعن تركيبة فريق الهوبس، قال الحاج ان التواصل مع بعض اللاعبين والوكلاء بدأ، واضاف انّه ليس متأكدا من بقائه في لبنان وبالتالي فانّ بقاءه بالنادي مرتبط ببقائه في لبنان. وتابع الحاج انّ الضرر الذي اصاب اللعبة كبير جد ولكن اصلاحها واعادتها الى ما كانت عليه ليس مستحيلا ولكنّه يتطلب تضحيات كثيرة وقرارات جريئة.

انيبال زحلة

ويعاني نادي انيبال زحلة، العائد الى دوري الأضواء، كباقي الأندية من هذا الوضع الاقتصادي المتردي. وكان الفريق بقيادة المدرّب داني عاموس انطلق انطلاقة قويّة وواعدة قبل توقف البطولة، واليوم الوضع دقيق في النادي في ظلّ توقّف المساعدات من البلدية ومن الوزارة وفي ظلّ الصعوبات الاقتصاديّة. فعلى رغم مشاعر الاحباط، الجميع يريد العودة الى الملاعب مهما كانت الظروف.

ان النادي الزحلاوي سيكون حاضرا في حال انطلاق البطولة ويسعى لتركيبة من ابناء المنطقة لتوفير المصاريف الاضافية مثل ايجار الغرف وتوابعها.

واضاف عموس انّ الدوري في حال انطلاقته سيكون لبنانيا، بعقود منطقية، والدفع بالليرة اللبنانية، وببرنامج متواضع ومصغّر، مثلا ذهاب واياب ومربع ذهبي فقط. وتابع عموس ان استمرارية اللعبة تحتاج للكثير من التضحيات والتفهم من الاطراف كافة، نظرا لدقة المرحلة. واستطرد عاموس انّ العائق الوحيد الذي قد يمنع انطلاق الدوري هو فيروس كورونا، وذلك في ظلّ استحالة بعض او معظم الأندية من تأمين تكاليف الفحوصات الدوريّة للاعبين والاداريين تفاديا لانتقال العدوى لا سيما وانّ الجميع يتحدّث عن موجة جديدة للفيروس. وفي حال لم ينطلق الدوري الموسم المقبل، تابع عموس، فهذا معناه ان لعبة كرة السلّة الاحترافية انتهت في لبنان، فلبنان اليوم يعتبر في خانة الهواية والتسليّة.

الرياضي

واكّد امين سرّ النادي الرياضي تمام الجارودي انّ الدوري سيعود في الموسم المقبل، الّا ان تفاصيله ليست واضحة بعد. مضيفا انه سيكون متلائما مع الأوضاع والظروف العامة التي يعرفها الجميع. وتابع ان اجتماعات ودردشات وافكار كثيرة يتمّ تداولها بين الأندية وفي الاتحاد لايجاد الصيغة المناسبة لانقاذ اللعبة. تفاصيل كثيرة لا تزال مجهولة حول عدد الأندية المشاركة، وجود الجمهور في الملاعب، مشاركة لاعبين اجانب، مدّة البطولة وشكلها، عمليات الترفيع والتنزيل... كلّ ذلك في ظلّ غياب الدعم والنقل التلفزيوني وعدم قدرة الأندية على تأمين تكلفة فحوصات ال PCR، ولكن رغم ذلك يؤكد الجارودي انّ الدوري سيعود والنادي الرياضي سيكون حاضرا، ويسعى الجميع لتأمين دوري متواضع ولكن جذاب.

بيبلوس

الوضع يبدو اقلّ ايجابيّة في نادي بيبلوس، فالديون اكبر من الهموم، ولا تسمح بتشكيل اي فريق، اقلّه حتى كتابة هذه السطور. مدرّب النادي جورج جعجع الذي من المفترض ان ينتقل الى دبي للانضمان الى أكاديمية فادي الخطيب، يقول انّه يتوقّع ان يتلقى لاعبو الصفّ الأول عروضا للعب خارج لبنان، كما حصل بعد توقّف الموسم الأخير وكذلك بالنسبة لبعض المدربين، فيبقى في لبنان بحسب جعجع المواهب الشابة لتقود الدوري، الذي لن يضمّ لاعبين اجانب بسبب الظروف.

واقترح جعجع ثلاثة عقود مختلفة للاعبين بحسب درجاتهم، الفئة "أ" تتقاضى ما بين ٨٠ الف ليرة لبنانية و٥٠ الف. الفئة "ب" ما بين ٥٠ الف و٢٠ الف. الفئة "ج" ما بين ٢٠ الف وما دون.

ويضيف جعجع انّه في حال وصول الموجة الثانية لفيروس كورونا، فلن ينطلق الدوري.

ويعتقد جعجع انّ كرة السلّة اللبنانيّة تحتاج لخمس سنوات من العمل الجاد لتعود الى امجادها.

اطلس

الديون في نادي اطلس لا تقل عن الديون في الأندية الأخرى والظروف الصعبة هي نفسها، مدرّب النادي ايلي نصر يؤمن بإمكانية تنظيم الدوري الّا انّ الأمر يتطلب تضحيات من الجميع وقرارات جريئة من الاتحاد. ويتابع نصر انّه بمبلغ ٢٥٠ او ٣٠٠ مليون ليرة لبنانية ممكن ان نبني فريقا لبنانيا جيّدا، من دون اي مشاركة اجنبية. ويعتقد نصر انّ هذا هو الوقت المناسب لبعض الاصلاحات التي اضرّت باللعبة لسنوات كثيرة. ويقترح في هذا المجال الاكتفاء بدرجات ٤ على ان يكون عدد اللاعبين في الدرجة الأولى ١٠، وفي الدرجة الثانية ١٢ وفي الدرجة الثالثة ١٢ وفي الدرجة الرابعة ٣٠ كحدّ اقصى. واقترح تنظيم "سوبر ليغ" في حال التعثّر بتنظيم الدوري.

واقترح ايضا عدم تنزيل اي فريق الى الدرجة الثانية بسبب الظروف المعروفة لدى الجميع.

تواجه لعبة كرة السلّة اخطارا كثيرة، ومصيرا مجهولا. ولكنّه ليس المخاض الأول للعبة ولن يكون الأخير. وكطائر الفينيق ستنفض جناحيها وتعود الى الحياة اقوى من اي وقت مضى.