عادة ما تحسم البطولات بالنتائج ويقال بأنه ليس المهم الأداء بل النتيجة في عالم كرة القدم، وهي من يتذكرها الناس في النهاية فلا يهم كيف تفوز أو الطريقة التي تفوز بها بل كرة القدم أهداف. من هذا المنطلق، أحببنا أن نضيئ عن كافة نهائيات البطولات الكبرى بداية من عام 2000 في سلسلة متواصلة من الحلقات والتي سنركز فيها ليس على من فاز أو كيف فاز، بل على لحظة هامة أو مفصل في كل مباراة نهائية لو حدث لكان غيّر من نتيجة اللقاء، هذا الحدث قد يكون إما فرصة ضائعة، خطأ تحكيمي، تبديل خاطئ، إصابة أحد اللاعبين أو غيابه عن المباراة النهائية وإلى ما هنالك... وسنتوقف عند أهم نهائيين حصلا في عام 2005، وهما نهائي كأس العالم ونهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

· إيطاليا - ​فرنسا​ 1-1 ( 5-4 بركلات الترجيح ) نهائي كأس العالم / ملعب أولمبيا ستاديون في برلين:

نجح المنتخب الإيطالي بعد مباراة ماراتونية في حسم اللقب العالمي لمصلحته بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1. وقدم المنتخب الفرنسي أداء مميزا للغاية حيث كان الطرف الأفضل على مدى أشواط المباراة الأربعة مع نسبة استحواذ أفضل على الكرة وعدة فرص ضائعة لو تم استغلالها بشكل جيد أمام مرمى الحارس بوفون، لكان مسار اللقب العالمي تغير بشكل كلي. لكن الحدث الأبرز في هذا النهائي، كان عند الدقيقة 109 حيث اقدم قائد المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان على "نطح" مدافع المنتخب الإيطالي ماركو ماتيرازي، في واقعة أسالت بعد ذلك الكثير من الحبر عن أسبابها ودوافعها.

هذه الواقعة دفعت الحكم الأرجنتيني هوراشيو إليزوندو وبعد التاشور مع الحكم الرابع الذي رأى اللقطة بشكل واضح. الى طرد زيدان. وتركت هذه الخطوة أثراً سلبياً على المنتخب الفرنسي الذي اهتز معنوياً، ولعب آخر عشر دقائق من المباراة بنقص عددي، كما خسر ركلات الترجيح. ولو كان زيدان موجودا في هذه اللحظات الحاسمة لكانت حظوظ المنتخب الفرنسي أكبر بكثير لكن غلطة زيدان كلّفت فرنسا الكثير، في لحظة لن تمحى إطلاقا من سجلات التاريخ وهي كانت الأخيرة له في ملاعب كرة القدم.

· برشلونة الإسباني 2-1 أرسنال الإنكليزي: نهائي دوري أبطال أوروبا / ملعب سان دوني بالعاصمة الفرنسية - باريس:

قد يعتقد الكثيرون بأن اللحظة المفصلية في هذه المباراة النهائية كانت طرد حارس مرمى أرسنال الألماني ينز ليمان بعد مرور أقل من 20 دقيقة على بداية المباراة، ما ترك لاعبي الغانرز يخوضون الفترة الاطول من عمر المباراة بنقص عددي أمام برشلونة. لكن رغم حالة الطرد، نجح أرسنال قبيل إنتهاء الشوط الأول في تسجيل هدف التقدم عبر مدافعه سول كامبل، ليعود برشلونة في الربع الساعة الاخير ويسجل هدفين قبل التتويج باللقب. لكن المباراة، قبل نهايتها بثلث ساعة، شهدت المنعطف الأهم وكان السبب الأساس في خسارة أرسنال عندما أضاع قائده تيري هنري إنفراداً صريحاً بمرمى برشلونة، وبدلاً من إسكان الكرة في الشباك وحسم الأمور، سدد بشكل متسرع في جسد حارس مرمى برشلونة فالديز، ما منح برشلونة فرصة العودة لاحقاً والفوز.

​​​​​​​