من الواضح ان ​يورغن كلوب​ مدرب ليفربول سيكون الأكثر سعادة في العالم بحلول السابع عشر من هذا الشهر موعد استئناف الدوري الإنكليزي لكرة القدم، خاصة بعدما كادت مساعيه لقيادة الريدز الى منصة التتويج للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، تتبدد في ظل التوقف القسري لجميع المنافسات الرياضية حول العالم ومنها بريطانيا بسبب جائحة كورونا.

يدرك يورغن كلوب كما مشجعي ليفربول ان الحلم بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق، بعدما بات الفريق بحاجة الى انتصارين في مبارياته التسع المتبقية في البريمييرليغ، من أجل إعادة الأحمر الى الواجهة من جديد على الصعيد المحلي وبعد سنوات طويلة من الخيبة عاشها مشجعو الانفيلد، قبل ان يصبح هذا الحلم على وشك التحقق هذا الموسم.

من أجل ذلك يشعر المدرب الألماني ان الفرحة بالتتويج ستكون ناقصة بغياب الجماهير في المدرجات وفي ظل منع التجمعات خارج الملعب وفي الساحات، مما يعني ان فرحة الفوز باللقب ستكون محصورة بين أعضاء الفريق الواحد دون اي احتفالات أخرى اعتادت عليها الجماهير عند تتويج فريقها بأي لقب، وهذا بحد ذاته سيُشعر الكثيرين بأن احتفال التتويج قد سُلب منهم، بعدما كاد اللقب أن يُسلب أيضاً فيما لو قرر ​الاتحاد الانكليزي لكرة القدم​ ان يحذو حذو فرنسا وهولندا وبلجيكا واسكتلندا بإلغاء الموسم.

من هنا يمكن فهم تصريحات يورغن كلوب الأخيرة والوعد الذي قطعه بـ"نسخة جديدة" من الاحتفالات والتجول مع الكأس بحافلة في شوارع المدينة فوز توفر الأمان الصحي، وإن اعتبر الأمر جنونياً فيما لو حدث هذا الأمر في المرحلة الثانية عشرة او الثالثة عشر من الموسم المقبل، مما يفسّر الحالة التي يعيشها كل من ينتمي الى ليفربول وما يعنيه التتويج بلقب البريمييرليغ هذا العام بالنسبة لهم.

لكن كلوب الساعي الى ارتداء "عباءة" المجد هذا الموسم بعدما بات قريباً من تحقيق ما عجز عنه كثيرون قبله، يبدو كالأسد الجريح المستعد لإلتهام كل من يقابله من أجل ارضاء كبريائه، وهو ما أعلن عنه عبر بالقول انه سيحقق الفوز في جميع المباريات التسع المتبقية من الموسم، لكن من يعرف المدرب الألماني يدرك ان ما يخبئه سيظهر في الموسم المقبل دون محالة فهو لن يقبل الا بتتويج ثان بين الجماهير العاشفة والمتلهفة لعودة الريدز الى ريادته المهعودة.

أيام ويعود قطار الدوري الانكليزي لكرة القدم، لكن الحياة في المدرجات لن تعود الى الإنفيلد في الوقت الحالي، وعليه سيتعين على كلوب الايفاء بالوعود التي قطعها، ليس اولها ضمان الفوز بلقب الدوري ومن ثم البدء بالتخطيط لموسم جديد سيكون خلاله ليفربول محط أنظار كل العالم دون استثناء.