أعرب الرئيس البرازيلي ​جاير بولسونارو​ عن رغبته بعودة كرة القدم في بلاده رغم أنها تعتبر بؤرة فيروس كورونا المستجد في أميركا اللاتينية، وثاني بلد من حيث عدد الاصابات عالميا بعد الولايات المتحدة.

وأصبحت البرازيل رابعة على صعيد الوفيات في العالم جرّاء "كوفيد-19"، إذ أحصت ما مجموعه 28834 وفاة، بحسب ما أفادت وزارة الصحّة.

وتوفي 956 شخصا بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، شهدت أيضًا عددا قياسيًّا من الإصابات بلغ 26928 خلال يوم واحد.

ورفعت هذه الأرقام العدد الإجماليّ منذ بدء تفشي الوباء إلى 465166 إصابة.

وتوقفت منافسات اللعبة ذات الشعبية الهائلة في البرازيل منذ منتصف آذار/مارس، لكن الرئيس اليميني بولسونارو قلل مؤخرا في تصريحات لإذاعة "راديو غوايبا"، من شأن مرض اللاعبين في حال التقاطهم الفيروس.

وقال "نظرا لأن لاعبي كرة القدم هم رياضيون يافعون، فإن خطر الموت في حال أصيبوا بالفيروس سيكون منخفضا بشكل كبير".

وسبق للرئيس المثير للجدل ان استند في آذار/مارس الى تجربته كرياضي سابق، للتأكيد انه سيعاني من نزلة برد طفيفة فقط في حال إصابته.

ويعتبر بولسونارو إن الدافع الرئيسي وراء رغبته في عودة كرة القدم هو الحد من نسبة البطالة وما يرافقها من مشاكل، شارحا "على اللاعبين أن يعيشوا بطريقة أو بأخرى".

وأشار الى انه في حين يتقاضى اللاعبون البارزون مبالغ طائلة، فإن أولئك الذين يدافعون عن ألوان أندية صغيرة أو في درجات دنيا، عليهم اللعب "من أجل إطعام عائلاتهم".

لكن بحسب القوانين في البرازيل، قرار استئناف النشاطات الرياضية ليس من صلاحية بولسونارو، بل يعود للسلطات المحلية للولايات والبلديات.

وعند تعليق منافسات كرة القدم، كانت البطولات المناطقية قد أطلقت موسمها، في حين ان انطلاق البطولة الوطنية كان متوقعا في أيار/مايو، لكنه لا يزال دون تاريخ محدد لذلك.

واجتمع بولسونارو وابنه في 19 من الشهر الحالي مع رئيسي ناديي مدينة ​ريو دي جانيرو​، ​فاسكو دا غاما​ و​فلامنغو​. وارتدى الرئيس وابنه قميصي الفريقين، ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقادات من الرابطتين الرسميتين للمشجعين.

وقالت رابطة مشجعي فلامنغو عبر حسابها على تويتر إن "النادي باع صورته لرئيس غير مسؤول وقاتل جماعي، وصفه المجتمع العملي الدولي بأنه أكبر تهديد في مكافحة الوباء في العالم".

لكن رئيس فلامنغو رودولفو لانديم اعتبر هذا الموقف "مجرد تعصب سياسي"، مؤكدا أن بولسونارو يرغب فقط في عودة كرة القدم في أسرع وقت ممكن.

وغداة اللقاء، التقطت قناة "غلوبو" عبر تصوير من المروحية، مشاهد للاعبي فلامنغو وهم يتمرنون من دون إذن، في خرق لقيود الاغلاق التام المفروضة في ريو دي جانيرو.

ورأت آنا بياتريس وزيرة الصحة في الولاية ان هذا التصرف يشكل مثالا سيئا، مضيفة "تخيلوا كل الشباب الذين سيرون فلامنغو يتمرن. سيرغبون في الخروج من منازلهم وهذا أمر مستحيل".

وأجاز رئيس بلدية ريو دي جانيرو مارسيلو كريفيلا استئناف التمارين في حزيران/يونيو، ويتوقع إقامة مباريات من دون جمهور بدءا من تموز/يوليو.

لكن ناديين آخرين من المدينة، فلوميننسي وبوتافوغو، اعتبرا أن العودة لا تزال سابقة لأوانها.

ويتفق الصحافي البرازيلي ماورو سيزار بيريرا مع هذا الرأي.

وقال في حديث لشبكة "اي اس بي ان" الاميركية ان رغبة فرق في العودة "تعكس حقيقة أن بعض الأندية مثقلة بالديون وتعتمد على إيرادات البث التلفزيوني. استئناف البوندسليغا زاد الدافع. ولكن على عكس ألمانيا، منحنى الوباء يرتفع في البرازيل".

ويبدو أن صوت اللاعبين غائب في هذه المسألة، حيث صرح رئيس نادي انترناسيونال أن أي لاعب يرفض العودة الى التمارين، يجب ان يترك النادي.

ويقدر خبراء برازيليون أن عدد الإصابات بـ"كوفيد-19" قد يكون أعلى من الأرقام الرسمية بما يصل إلى 15 ضعفا، وذلك بالنظر إلى أن البلاد لا تجري اختبارات على نطاق واسع.

والولايتان اللتان سجّلتا أكبر عدد من الوفيّات والإصابات جرّاء الفيروس، هما ساو باولو وريو دي جانيرو، وكلتاهما في جنوب شرق البلاد.

وبسبب وباء كوفيد-19 وخلافاته مع ممثلي المؤسسات في البلاد، تراجعت شعبية بولسونارو بشكل كبير.

وكشف استطلاع للرأي أن نسبة الذين يرفضون سياسات الرئيس اليميني بلغت مستوى قياسيا بلغ 43 بالمئة. واعتبر هؤلاء ان إدارة بولسونارو "سيئة" أو "سيئة جدا"، بزيادة خمسة بالمئة عن نسبة هؤلاء قبل شهر فقط.