مع انتهاء الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم، بدأت الأمور تتوضح أكثر من ناحية المنافسة على اللقب، المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، مراكز اليوروباليغ وصراع الهبوط وضحاياه المنتظرين في نهاية الموسم حيث سنستعرض في هذا التقرير أبرز ما حملته هذه الجولة من أمور فنية، تكتيكية وأيضا تحكيمية.

1. ​بايرن​ وخطوة كبيرة نحو اللقب

بعدما حسم مباراة القمة على ملعب سيغنال إيدونا بارك أمام فريق المدينة بوروسيا ووصل إلى النقطة 64 في المركز الأول مقابل تجمد رصيد بوروسيا عند النقطة 57 في المركز الثاني، ومع تبقي 6 جولات فقط على النهاية، يبدو بأن هوية الفائز باللقب لموسم 2019-2020 قد ظهرت بشكل كبير وهو بايرن ميونيخ حيث أنه من الصعب تعويض فارق النقاط السبع.

وعرف بايرن ميونيخ بخبرته الكبيرة من أين تؤكل الكتف فهزمه بهدف مميز من جوشوا كيميتش، وهو يحتاج إلى 10 نقاط من مبارياته الست المتبقية كي يحسم الأمور بشكل رسمي وهذا ما هو متوقع بكل تأكيد، أما بوروسيا ​دورتموند​ فبدأت الأصوات تتعالى حول قدرات مدربه لوسيان فافر وبأنه مدرب يجيد تقديم كرة قدم جيدة ومتطورة لكنه ليس مدرب بطولات وعادة ما يخسر الألقاب عندما يحين وقت الحصاد.

2. تقنية الفيديو التحكيمية تثير الجدل

بعدما تلقت الكثير من المديح في ظل قرارات مميزة صححت العديد من القرارات الخاطئة وآخرها في هذه الجولة حيث تدخلت بإيجابية في أكثر من مباراة لكن خلال مباراة القمة بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ طالب الأول بركلة جزاء عند الدقيقة 58 بعد لمسة يد واضحة من لاعب بايرن ميونيخ جيروم بواتينغ لكن الحكم لم ينتبه لها وهو أمر لا بأس به لكن اللافت أن حكم تقنية الفيديو لم يطلب من الحكم تأخير استئناف اللعب لمراجعة اللقطة وأغلب الظن أن حكم تقنية الفيديو افتقد لتركيزه ولم يعر اللقطة أي اهتمام ما جعلها تمر مرور الكرام.

وهذا سبق وتناولناه في مقال سابق لكن ما زالت هذه الحالة تسيل الكثير من الحبر عن سبب عدم احتسابها أو على الأقل مشاهدتها مرة أخرى عبر تقنية الفيديو وهنا يمكن تحميل حكم تقنية الفيديو مسؤولية أكبر بكثير من الحكم الرئيسي.

3. الأمور ما زالت معقدة في صراع دوري الأبطال

بعد تعادل مثير بين آر بي لايبزيغ وهيرتا برلين 2-2 ووصول لايبيزغ إلى النقطة 55 في المركز الثالث ومع خسارة كبيرة ومفاجئة لباير ليفركوزن أمام فولفسبورغ 1-4 مقابل تعادل سلبي بين ​بوروسيا مونشنغلادباخ​ وفيردير بريمن.

أصبح باير ليفركوزن وبوروسيا مونشنغلادباخ لديهم 53 نقطة في المركزين الرابع والخامس ما يعني أننا وبكل وضوح أمام صراع ثلاثي على المركزين الثالث والرابع المؤهلين لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، دون نسيان أن بوروسيا دورتموند لديه 57 نقطة في المركز الثاني أي أنه ليس بمأمن من فقدان مركزه في دوري الأبطال.

فارق ال 4 نقاط بين المركز الثاني والمركز الخامس ليس كبيرا مع تبقي مواجهات صعبة لهذه الفرق الأربعة في الجولات الست المتبقية ما يضعنا أمام منافسة شرسة لن تحسم حتى المرحلة الأخيرة من الدوري وتفاصيل صغيرة للغاية ستكون هي الفيصل والتي سترجح أفضلية فريق على آخر.

4. معاناة ​شالكه​ إلى متى ؟

مع تلقيه خسارة أمام ​فورتونا​ دوسلدورف 2-1، وهي خسارة جديدة في عداد الخسارات الكبيرة والمتلاحقة للفريق، يبدو بأن نادي شالكه قد دخل في المجهول مع فقدان الجهاز الفني للفريق القدرة على قيادة الدفة كما يجب وسط تفكك تكتيكي واضح المعالم وغياب أي شكل هجومي للفرق بجانب مشاكل دفاعية كبيرة وهذا ما جعل الفريق يتراجع إلى المركز التاسع برصيد 37 نقطة وبالتالي فإن

حظوظه في المنافسة أقله على بطاقة في اليوروبا ليغ متساوية بينه وبين أكثر من فريق مع أداء جيد في هذه الجولة من منافسيه المباشرين هوفنهايم وفولفسبورغ وعدم إمكانية استبعاد فرايبورغ من المنافسة وهذه الفرق الثلاث بكل تأكيد لديها قدرات جيدة في المنافسة أوروبيا وبالتالي الأمور أصبحت معقدة للأزرق الملكي والذي عليه إيجاد حلول فورية قبل أن يستمر تراجع الفريق الكارثي ويكتفي بمركز متأخر في وسط الترتيب ويخرج من هذا الموسم بخفي حنين.

5. فورتونا دوسلدورف يعقّد موقف بريمن و​بادربورن​ في صراع البقاء

أصبح فيردير بريمن وبادربورن في موقف لا يحسدان عليه هذا الموسم مع تأزم وضعهما واقترابهما بشكل كبير من توديع البوندسليغا.

ورغم أن الفريقين لم يخسرا في هذه الجولة، ففردر بريمن تعادل مع بوروسيا مونشنغلادباخ 0-0 أما بادربورن فبدوره تعادل مع ​أوغسبورغ​ أيضا 0-0 وأصبح لدى فيردر بريمن 22 نقطة مقابل 19 لبادربورن في المركزين الأخيرين لكن فوز فورتونا دوسلدورف على شالكه 2-1 ووصوله للنقطة 27 عقّد من الموقف كثيرا حيث أًصبح وضع بادربورن صعبا جدا في آخر ست جولات.

أما فيردير بريمن فمصيره ليس بيده وعليه بكل بساطة الفوز بمبارياته الست المتبقية وانتظار أي تعثر من قبل فورتونا دوسلدورف في أكثر من مواجهة وهو أمر ربما على الورق سهل لكنه على أرض الملعب ليس كذلك ويبدو بأن مسألة توديع فيردير بريمن وبادربورن لدوري الدرجة الأولى هي مسألة وقت ليس إلا.