تعود الحياة تدريجياً الى الملاعب الأوروبية مع استئناف الدوري الألماني لكرة القدم هذا الاسبوع، وهي الخطوة الأولى بعد شهرين من التوقف الكامل بسبب جائحة كورونا التي ضربت كل أرجاء العالم وساهمت بتداعيات كبيرة على جميع الاصعدة والمستويات، لذلك فإن بالإمكان اعتبار الخطوة الألمانية بمثابة "تزييت" قبل انطلاق باقي محركات بطولات الدوري في جميع انحاء القارة العجوز.

يمكن القول ان عودة ​البوندسليغا​ في هذا التوقيت هي خطوة جريئة وشجاعة من جانب الحكومة الألمانية والاتحاد الألماني لكرة القدم، خاصة وان كل الآثار المترتبة على أزمة فيروس كورونا ما تزال كما هي في مختلف انحاء العالم، مما يعني ان القرار هدفه إيصال الكثير من الرسائل وفي مختلف الإتجاهات، لكن اهمها ما يتعلق بالداخل الألماني الذي شهد اصابة أكثر من 170 الف شخص ووفاة أكثر من سبعة آلاف.

يريد المسؤولون في المانيا من خلال هذه الخطوة إعادة الهدوء الى الداخل عبر إقامة المباريات وفتح الباب أمام عودة الحياة الى طبيعتها رغم كل الألم والحزن، لكنها خطوة توحي بالسيطرة على هذا الوباء والاستعداد للنهوض مجددا نحو إعادة العجلة الاقتصادية في البلاد من خلال استئناف مباريات البوندسليغا وهو مؤشر لبداية عمل كل القطاعات الأخرى.

ورغم الإجراءات الصحية الصارمة التي سيتم اتخاذها قبل واثناء المباريات التي ستقام من دون جمهور، إلا ان عودة الحرارة الى الملاعب الألمانية تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لباقي الدول الأوروبية التي تُمني النفس بمرور التجربة على خير من أجل أن تحذو حذوها وتحدد مواعيد نهائية لاستئناف ما تبقى من مباريات هذا الموسم، خاصة وان غالبيتها وتحديدا انكلترا واسبانيا اتخذتا قراراً واضحاً بعدم الغاء الدوري واستكماله ابتداء من الشهر المقبل.

ومما لا شك فيه ان كل الانظار ستكون متجهة الى الدوري الألماني من أجل تقييم الخطوة الأولى وما اذا كان بالإمكان البناء عليها، دون استبعاد بقاء المخاطر الصحية على حالها خاصة بالنسبة للاعبين الذين سبق ان تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا، او الآخرين الذين خضعوا لراحة الزامية على مدى اسابيع، مما يعني ان فرص تعرضهم لاصابات على ارض الملعب ستكون كبيرة للغاية، كما ان قرب التوصل الى علاج للفيروس لا يزال بعيداً وفق ما تفيد به منظمة الصحة العالمية.

ومهما يكن من أمر فإن الخطوة الألمانية تعتبر جيدة ومفيدة من أجل عودة الحياة الى الملاعب الكروية، لكنها ايضاً ستسهل على بقية الاتحادات الاوروبية اتخاذ قرارات مماثلة خلال الايام المقبلة، الأمر الذي يعني انه بإمكاننا مشاهدة كرة القدم مجددا في معطم أرجاء العالم ابتداء من الشهر المقبل ولو من دون جمهور، على امل ان تكون عودة الدوري الألماني لكرة القدم خالية من اي مشاكل صحية طارئة قد تعكر صفو كرة القدم مجدداً.