من الواضح انه لا يمكن إعادة عقارب الساعة الى الوراء في الانفيلد، بعدما باتت المساحة ضيقة جيداً أمام فرصة اللعب في الوقت الضائع، هذا الامر الذي لطالما أضاع اللقب تلو الآخر على ليفربول حتى باتت حكاية الريدز مع الألقاب أشبه بحالة مستعصية تحتاج إلى شبه معجزة تُعيد إلى جماهير الفريق الإنكليزي البسمة التي راودتهم للمرة الأخيرة منذ سنوات طويلة.

قبل أربع سنوات من الآن فتح مجيء المدرب الألماني ​يورغن كلوب​ نافذة من الأمل سرعان ما أتاحت للريدز الدخول من الباب العريض اثر تتويجه بدوري أبطال أوروبا على حساب ​توتنهام​ هوتسبير ثم ألحقها بكأس السوبر الأوروبية ليختتم هذا العام بلقب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه على حساب ​فلامنغو​ البرازيلي في البطولة التي اختتمت السبت في الدوحة.

ومما لا شك فيه ان يورغن كلوب أعاد ليفربول إلى الخارطة الأوروبية والعالمية، وهو في طريقه لإرساء هذه المسيرة المظفرة على الصعيد المحلي مع تصدر الريدز ترتيب البريمييرليغ بفارق عشر نقاط عن أقرب منافسية ومباراة مؤجلة، هذا الحلم الذي تنتظره جماهير الانفيلد منذ نحو ثلاثة عقود حيث كانت المرة الأخيرة التي توج بها ليفربول بطلا للدوري الإنكليزي في عام 1990.

احتاج كلوب الى ثلاثة مواسم من أجل إعادة ليفربول الى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، قبل ان يفرض وجوده بشكل حاسم في الموسم الماضي حين خسر لقب الدوري بفارق نقطة وحيدة عن مانشستر سيتي البطل، لكن على ما يبدو فإن الريدز أتقن اللعبة بشكل لا رجوع فيه هذا الموسم حيث بدا واضحاً ان ليفربول يريد الفوز بلقب البريمييرليغ بأي ثمن حتى لو اقتضى ذلك التضحية باللقب الأوروبي وكل الألقاب المحلية الأخرى من أجل بلوغ هذا الهدف.

يدرك يورغن كلوب أكثر من غيره ان الفرصة حانت لإعادة ليفربول الى منصة التتويج الإنكليزية، وعلى هذا الاساس سيتتصرف فيما تبقى من مباريات في العام الجديد في محاولة للحفاظ على الفجوة الكبيرة مع اقرب مطارديه ومستفيداً من المستوى المتذبذب لحامل اللقب هذا العام، وهي محاولة قد تضع حداً لهذا الصيام الطويل عن الفوز بلقب الدوري الإنكليزي.

لا يمكن لأحد أن ينكر ما فعله يورغن كلوب مع ليفربول منذ توليه تدريب الفريق في اكتوبر/تشرين الأول 2015، فهذا الفريق لم يعد الى الواجهة فحسب بل أصبح فريقاً كبيراً يحسب له الف حساب كما كان في فترة الثمانينات ويكفي انه الوحيد في كل قارة أوروبا الذي لم يتعرض لأي خسارة محلية هذا الموسم

أنفق ليفربول منذ قدوم الألماني كلوب نحو 420 مليون باوند لكنه باع لاعبين بنحو 350 مليوناً وهو ما يظهر النظرة الصحيحة للقائمين على الريدز والصبر "المتقن" الممزوج بثقة لا متناهية أنتجت ألقاباً خارجية مستحقة ومهدت لاقتراب تحقيق الحلم المنشود بعد أشهر من الآن.