ربما هو أحد الأعوام الأكثر نجاحاً على المستوى الرياضي بالنسبة للعرب، بعدما اكمل ​الهلال السعودي​ السيطرة العربية على بطولات الأندية والمنتخبات في كل من قارتي آسيا وأفريقيا، اثر تتويجه بلقب ​دوري أبطال آسيا​ بتغلبه على ​أوراوا الياباني​ ذهاباً واياباً.

من الواضح انه عام لا ينسى بالنسبة للعرب بعد النجاح الباهر في الصعود الى منصات التتويج، وهو أمر ترجم الواقع المتطور للكرة العربية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات وبدت ثماره بارزة في تصفيات ​كأس العالم​ أيضاً مع اقتراب العديد من المنتخبات العربية من بلوغ التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2022.

على الصعيد الآسيوي وبعد فوز ​منتخب قطر​ بكأس آسيا التي اقيمت في الإمارات، تمكن فريق ​العهد​ اللبناني من التتويج بكأس الإتحاد في انجاز لم يسبق لأي فريق لبناني تحقيقه، كما فاز الهلال أمس بدوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب نحو 19 عاماً ليعيد العرب الى منصة التتويج كاسراً احتكار فرق شرق آسيا للبطولة في السنوات السبع الماضية.

أما في القارة السمراء فتوج منتخب الجزائر بطلاً لكأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في مصر، وفاز منتخحب الفراعنة بكأس افريقيا تحت 23 عاماً، وأحرز الزمالك لقب كأس الإتحاد فيما رفع الترجي التونسي لقب دوري أبطال أفريقيا، مما يعني ان بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام الشهر المقبل في قطر ستشهد على مشاركة ثلاثة فرق عربية هي الهلال والترجي إضافة للسد المستضيف.

لم تكن السيطرة العربية على البطولات القارية مستغربة هذا العام، في الوقت الذي بدأت فيه الكثير من الدول العربية تدرك حجم الهوة الكبيرة التي باتت تفصل بينها وبين القارات الأخرى وهو ما أثمر فشلاً في الأعوام الماضية، لكن العودة القوية للكثير من الدوريات في الوطن العربي والتعاقدات مع محترفين على مستوى عال انعكس بشكل ايجابي على مستوى اللاعب المحلي.

النجاح اللافت للفرق العربية واكبه نجاح آخرعلى صعيد المنتخبات وخاصة في القارة الآسيوية، حيث باتت الكثير من المنتخبات العربية قاب قوسين أو ادنى من بلوغ التصفيات النهائية للمونديال ومنها منتخبات سوريا والسعودية والعراق، في حين تخوض بقية المنتخبات ومنها الكويت والبحرين وعمان منافسة شرسة من أجل انتزاع بطاقات التأهل وهو أمر لم نكن نشهده في التصفيات السابقة.

يمكن اعتبار ما تحقق هذا العام فرصة لا تعوض من أجل البناء على تلك الإنجازات والتأسيس لمرحلة جديدة قد تكون حافلة بانتصارات أخرى تمنح العرب الأمل من أجل تقديم مستويات مغايرة في المحافل الكبرى وبالتحديد نهائيات كأس العالم في قطر عام 2022