يخوض المدرب ​ثامر عناد​ "مغامرة" الإشراف على ​المنتخب الكويتي​ لكرة القدم ضد مضيفه الأردني ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة ل​كأس العالم 2022​ و​كأس آسيا 2023​، مؤكدا في حديث لوكالة فرانس برس، جاهزيته للإمساك بدفة القيادة مهما كانت الصعوبات.

ويستعد "الأزرق" لخوض مباراة شبه مصيرية غدا في عمان، يقاربها عناد من زاوية أنه معني بها أكثر من غيره انطلاقا من واجب وطني بحت.

وكلف إبن الـ49 عاما في أيلول الإشراف على المنتخب خلفا للكرواتي روميو يوزاك، بعد إعفاء الأخير من منصبه اثر الخسارة القاسية أمام أستراليا (صفر-3) في الجولة الثانية. وتدخل الكويت مباراة الغد ضمن المجموعة الثانية، متصدرة بثلاث نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف عن أستراليا (مباراة واحدة) والأردن (مباراة واحدة) ونيبال (مباراتين)، فيما تتذيل تايوان الترتيب من دون نقاط.

يدرك عناد بأن المهمة الراهنة ستكون الأكثر أهمية في مسيرته، ويقول عنها لفرانس برس "عندما تتبلغ بأنك ستكون مدرب منتخب بلادك، ستشعر بنوع من السعادة والتفاؤل. لكن، وفي ضوء الامكانيات المتوافرة حاليا والدعم والظروف، يمكن القول ان تجربتي تعتبر مغامرة بالنسبة لي".

وتابع "أقول دائما إن المدرب الذي لا يغامر، لا ينجح. المدرب الذي لا يخسر لن ينجح. كان شعوري شعور أي مدرب يلبي نداء وطنه في ظروف صعبة. شعور طيب وباب يفتح للمدربين الوطنيين".

يسعى عناد الى "تسجيل انطلاقة ايجابية تتمثل في انتزاع النقاط الثلاث في عمّان لكني أرى بأن العودة بنقطة واحدة من خارج ملعبك بعد الخسارة أمام استراليا، نتيجة مرضية نوعا ما ومن شأنها تعزيز موقفنا في السباق نحو التأهل. يبقى الهدف الأول لدى اللاعبين والجهازين الفني والاداري والاتحاد النقاط الثلاث، ونحن قادرون على تحقيق ذلك".

في حديثه الى فرانس برس قبل انتقال المنتخب الكويتي الى الأردن، رأى عناد أن "الحظوظ متساوية في المباراة"، معتبرا أن منتخب النشامى "محترم، وفرض احترامه تحديدا في كأس آسيا الأخيرة (التي استضافتها الإمارات مطلع 2019). هو فريق قوي لكني في المقابل أثق بلاعبي منتخب الكويت وأفتخر بكوني مدربهم. التدريبات الأخيرة تجعلني متفائلاً، وان شاء الله نعود بنتيجة ايجابية. المهمة صعبة وليست مستحيلة".

يُنظَر في الكويت الى المباراة على أنها خشبة خلاص رغم أن نتيجتها لن تحسم مصير المجموعة، لكنها ستعطي مؤشرا على قدرة "الأزرق" بطل آسيا 1980، على العودة للعب الأدوار الأولى على مستوى المنطقة بعد إيقاف حرم المنتخب والأندية المشاركات الخارجية لنحو ثلاثة أعوام.

ويؤكد عناد أن "هدف اللاعبين والجهاز الفني يتمثل ببلوغ النقطة الأعلى أي الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2022. وفي حال لم تخدمنا الظروف، فالهدف البديل سيكون التأهل لنهائيات كأس آسيا 2023".

وبعد بداية قوية تمثلت في الفوز على نيبال 7-صفر، عاد منتخب الكويت ليسقط على أرضه أمام أستراليا، ما تسبب بإحباط جماهيري وإقالة يوزاك الذي كان قد تولى مهامهم في تموز 2018.

في الأسابيع الماضية، عمل عناد وجهازه على تجاوز خيبة مباراة أستراليا. ويوضح "رفع المعنويات يحتاج الى لاعبي خبرة، ونحن نملك هذه النوعية في التشكيلة. لدينا القائد بدر المطوع، فهد الأنصاري، فهد الهاجري، يوسف ناصر وحسين الموسوي. كل هؤلاء مروا في ظروف مماثلة لتلك التي نعيشها راهنا، ونجحوا في تجاوزها".

ويتابع "أعتقد أن الهزيمة باتت خلف اللاعبين، وتركيزهم منصب كليا في الوقت الراهن على مواجهة الأردن".

لاقت خيارات يوزاك انتقادات واسعة، لاسيما لجهة عدم الزج ببدر المطوع ويوسف ناصر وفهد الانصاري أساسيين.

ويعلق عناد على تلك الخيارات بالقول "عندما تعمل مع مدرب مثل الدكتور يوزاك، فإن الفائدة تكون كلية. هناك قاعدة، عند الخسارة يتحمل الجميع المسؤولية. وعند الفوز، يحظى الكل بالإشادة. هناك مثلث نجاح يشمل الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، كما أن هناك مثلث فشل يضم أيضاً الإدارة والجهاز الفني واللاعبين".

يضيف "كان ليوزاك فكر معين أو خطة معينة لمباراة أستراليا. ربما حدثت أخطاء داخل الملعب لم تكن في بال المدرب. يوزاك من المدربين الكبار واستفدت منه شخصيا. ليست المشكلة ان كنت موافقا على طريقته أو تشكيلته. من الممكن أن يكون لاعب أو أكثر داخل الملعب في غير يومهم. أي انسان قد يخطئ. هذا عمل، والعمل يحتمل الخطأ".

يعي عناد أهمية المنصب الذي تولاه وإن يبقى، أقله في الوقت الراهن، مقتصرا على مباراة الأردن، ويرى اختياره "نوعا من التقدير للمدرب الوطني (...) هو قادر على العطاء متى ما توافرت له كل الامكانيات".

وسبق لعناد أن مثل منتخب الكويت، قبل أن يدخل عالم التدريب ويشرف على فريقي الصليبخات والجهراء.

ولا يخشى عناد مصيره بعد مباراة الغد، فـ "مهما كانت النتيجة، فأنا مستمر مع المنتخب، سواء كمدرب أو ضمن الطاقم الفني أو حتى من خارجه"، مضيفا "لا أتطلع حاليا الى مصيري الشخصي. تركيزي منصب على المباراة التي تعتبر شبه حاسمة. فزت، تعادلت او خسرت، أبقى مدرباً يتقبل قرارات الاتحاد برحابة صدر. التدريب، في نهاية المطاف، عمل".

ويتابع "هذه مغامرة وأنا قبلتها، ولا ألتفت الى مصيري بعد المباراة حاليا".