ينطلق الدوري الفرنسي لموسم 2019/2020 حيث سيكون محبو الكرة الأوروبية بشكل عام والفرنسية بشكل خاص على موعد مع 38 جولة جديدة على مدار عشرة أشهر ستحمل العديد من المباريات المثيرة والصراعات التي لا يمكن التنبأ بنتيجتها مسبقا خاصة مع ورشة العمل التي قامت بها الفرق خلال الفترة ما بين نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الجديد والتي امتدت لحوالي الشهرين والنصف.

دعونا الآن في هذا التقرير نتعرف على أبرز تحضيرات الفرق الفرنسية الكبرى للموسم الكروي الجديد وكيف يمكن أن يكون فعليا شكل جدول الترتيب والمنافسة على اللقب والمراكز الأوروبية.

هل ما زال ​باريس سان جيرمان​ مرشحا فوق العادة للقب ؟

لم يتغير شيئ في هوية الفريق الأكثر ترشيحا للفوز باللقب حيث استمر فريق البي أس جي الأقوى على الساحة الفرنسية وذلك نظير قوته الفنية وإمكاناته المالية وهو على الرغم أنه لم يقم بموسم قوي في سوق الإنتقالات إذ أقدم على صفقتين هامتين نوعا ما هما بابلو سارابيا وأندير هيريرا بجانب قصة " نيمار " التي لم تنته بعد، لكن الأمور مبدئيا ستكون سهلة من أجل التربع على عرش البطولة لموسم جديد إذ تعود البي أس جي على أن ينهي اللقب قبل أكثر من سبع جولات وهو أمر بالطبع ليس لمصلحة الدوري الفرنسي لكن لا يبدو بأن شيئا قد يتغير هذا الموسم أيضا وربما ليس في المواسم المقبلة.

فرق ذو تاريخ عريق ستحاول عدم التسليم باكرا !

يوجد العديد من الفرق التي تمتلك كبيرا في فرنسا ولديها بطولات أيضا لكنها مع تألق البي أس جي اكتفت في السنوات الماضية بالمنافسة على المقاعد الأوروبية فقط والقصد هنا فرق أولمبيك ليون، أولمبيك مارسيليا، ​موناكو​، ​سانت إيتيان​ وليل. أولمبيك ليون والذي عين المدرب سيلفينيو مديرا فنيا له يطمح إلى الإستمرار ضمن المراكز الثلاثة الأولى ومحاولة المنافسة قدر الإمكان وهو لم يقم بصفقات كبيرة لكنه قام بضم العديد من الأسماء الجيدة والشابة التي يطمح المدرب سيلفينيو إلى خلق نظام تكتيكي ويستخرج منها الأفضل.

ونأتي إلى أولمبيك مارسيليا والذي انفصل أيضا عن مدربه رودي غارسيا وعين المدرب البرتغالي الشاب أندريه فيلاس بواش والذي يأمل في إعادة إطلاق مسيرته التدريبية أوروبيا من جديد عبر قيادة مارسيليا إلى الظهور بقوة محليا وخطف بطاقة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل على أقل تقدير وهو في سوق الإنتقالات، لم ينشط بشكل كبير ولم يبرم أي صفقة كبيرة وهذا ما قد يصعب المهمة على المدرب بواش في بناء فريق جيد والذهاب به بعيدا في ظل عدم وجود لاعبين نجوم قادرين على قيادة الفريق مع ثبات في المستوى خلال 38 مواجهة في الدوري.

ولا يجب أن ننسى فريق ليل وصيف الموسم الماضي الذي يطمح لتكرار نفس الإنجاز مع المدرب كريستوف غالتييه لكن الأخير فقط نجمي الفريق الموسم الماضي رافائيل لياو وبيبي وهذا لن يكون من السهل تعويضه وهو ما يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول كيفية تعويض غالتييه للنقص في فريقه خاصة أنه في المقابل لم يضم أي لاعب نجم رغم العائد المادي الكبير من بيع اللاعبين المذكورين لناديي ميلان وأرسنال.

فريق عريق آخر هو سانت إيتيان الذي استلم المدرب برنتان دفة قيادة الفريق فنيا، الفريق ضم العديد من الصفقات الجيدة حيث غير جلدة الفريق كليا وهو يطمح لتحقيق أفضل مما حققه الموسم الماضي والمنافسة على مراكز دوري الأبطال وليس فقط اليوروبا ليغ لكن الأمور تحتاج للكثير من العمل وبعض الوقت من أجل أن يزيد الإنسجام بين لاعبي الفريق.

آخر الفرق العريقة هي موناكو التي يطمح مدربه ليوناردو جارديم للقيام بالعديد لإظهار مزيد من التقدم مع الفريق خلال بداية الموسم وتجنب البداية الكارثية التي حصلت الموسم الماضي وأدت إلى إقالة جارديم ثم عودته لينجو الفريق بفارق نقاط ضئيل من مقصلة الهبوط، أمر يريد فريق الإمارة تجنبه بلا أدنى شك.

طموح قوي سيجعل فرقا أخرى تحت المجهر....

لا شك بأن هناك فرقا أخرى تطمح لتحقيق نتائج مميزة والمنافسة على مقاعد متقدمة في الدوري ولم لا خطف بطاقات أوروبية كستاد رين، مونبيلييه، بوردو، نانت ونيس وغيرها من الفرق الأخرى التي أعدت نفسها بشكل مقبول لكن تحقيق مراكز في النصف الأول من الترتيب سيكون أمرا غير سهل ومرتبط بمدى الثبات خلال الموسم الذي سيكون طويلا.

التوقعات لأول خمسة مراكز

مبدئيا وإذا لم يحصل أي مفاجآت، سيكون المركز الأول من نصيب باريس سان جيرمان أما المركز الثاني فهو قريب للغاية من أولمبيك ليون نظرا لأنه كان الفريق الأنشط خلال سوق الإنتقالات فيما سيكون ليل أمام امتحان حقيقي للبقاء ضمن فرق المقدمة وهو إن نجح في حصد المركز الثالث وخطف آخر بطاقة لدوري الأبطال فالأمر سيكون مميزا أما المركزين الرابع والخامس فقد يكونا بين فريقي أولمبيك مارسيليا وسانت إيتيان هذا إن لم يحصل أي شيئ مفاجأ وتدخل فرق أخرى على الخط خاصة أن كل شيئ وارد في عالم كرة القدم.