لا تشبه النسخة الحالية من كأس العالم للسيدات المقامة في ​فرنسا​ غيرها من النسخات السابقة، خاصة بعدما اظهرت أحداث الأدوار السابقة وصولاً الى الدور نصف النهائي مستويات تكاد تضاهي في بعضها مباريات الرجال، في الوقت الذي قدمت فيه النسخة الحالية لاعبات يتمتعن بمستوى أبهر كل المتابعين لأحداث ومجريات البطولة.

وبقي منتخب سيدات أميركا كعادته حاضراً في المناسبات الكبرى، ولم يكن بلوغه دور الأربعة على حساب أصحاب الأرض مفاجأة لكونه أحد أبرز المرشحين للإحتفاظ باللقب والفوز به للمرة الرابعة، إلا أن خروج المنتخب الفرنسي شكل صدمة لكل المتابعين بعد الاداء الرائع لأصحاب الأرض في المراحل السابقة ترك أملاً بإمكانية وصوله الى مراحل أبعد قبل أن يخرج على يد السيدات الأميركيات.

ومع ذلك تعبر مواجهة نصف النهائي بين الولايات المتحدة وانكلترا بمثابة نهائي مبكر، خاصة وان المنتخب الإنكليزي بقيادة غاري نيفيل ترك بصمة في هذه البطولة إلى جانب المنتخب الهولندي بالوصول الى هذه المرحلة دون خسارة أي مباراة، لكن الوضع يبدو مختلفاً في مواجهة الغد أمام الولايات المتحدة التي نجحت في هز شباك جميع الخصوم في أول ربع ساعة، وآخرها في لقاء الجمعة الماضي أمام منتخب سيدات فرنسا، عبر ضربة حرة من الجناح الأيسر ميغان رابين.

ومع الخروج المفاجئ لمنتخب المانيا في ربع النهائي على يد السويد، فإن مواجهة الأخيرة مع ​هولندا​ يوم الاربعاء لن تكون بمتناول اليد في الوقت الذي أظهرت فيه سيدات المنتخب البرتقالي اداءً لافتاً دفعت بالكثيرين لوضعه في قائمة المرشحين للفوز باللقب الى جانب الولايات المتحدة الأميركية.

في المحصلة فإن دور الاربعة يشهد مشاركة ثلاثة منتخبات لم يسبق لاي منها الفوز باللقب، مما يعني ان الهدف الأول سيكون إبعاد المنتخب الاميركي عن منصة التتويج وهو هدف صعب ويحتاج الى بذل الكثير من الجهد من اجل كبح القوة الهجومية لسيدات ​اميركا​ بقيادة اليكس مورغان وميجان رابين، مع العلم ان جميع المنتخبات المتأهلة ضمنت رسميا التواجد في ​اولمبياد طوكيو 2020​.

في المقابل فإن المنتخب الياباني الذي بلغ النهائي في النسختين السابقتين وتوج بأحدها بطلاً، غاب عن الادوار المتقدمة وخرج من الدور ثمن النهائي على يد نظيره الهولندي، وهو الأمر عينه الذي عانت منه سيدات ​البرازيل​ بخروجهن من الدور عينه على يد أصحاب الأرض.

ولم يعكر صفو البطولة سوى اختفاء لاعبة منتخب ​سويسرا​ فلوريانا إسماعيلي في بحيرة كومو الإيطالية عند قضاء عطلتها الصيفية، حيث لم تنجح كل محاولات البحث عنها في معرفة مصيرها وسط ترجيحات بوفاتها غرقاً.

يبقى القول ان المستوى المتصاعد للكرة النسائية ترك الكثير من الارتياح لدى القائمين على منظومة كرة القدم في العالم في الوقت الذي بدأ الحديث عن إمكانية رفع عدد المشاركين في البطولة المقبلة عام 2023 الى 32 فريقاً.