بعدما استمرت منافسات الدور الأول على مدى أكثر من عشرة أيام، انتهى دور المجموعات من كوبا أميركا 2019 والمقامة في ​البرازيل​ ليتعرف الجميع على هوية المنتخبات الثماني التي تأهلت إلى الدور الربع النهائي من البطولة.

دعونا الآن نتعرف على أبرز ما حمله الدور الأول وكيف سارت الأمور من الناحية الفنية في المجموعات الثلاث.

المجموعة الأولى:

كما كان متوقعا، لم تجد البرازيل أية صعوبة في تصدر المجموعة حيث قدمت نفسها بشكل جيد منذ البداية وحصدت سبع نقاط مع فوزين على بوليفيا والبيرو مقابل تعادل سلبي مع ​فنزويلا​.

وعلى الرغم من غياب نيمار لكن المنتخب البرازيلي ظهر بشكل قوي هجوميا وهذا هو الأهم بالنسبة للبرازيليين إذ هز الشباك في سبع مناسبات لكن الأهم كان هو الصلابة الدفاعية التي أظهرها الفريق إذ لم يتلق أي هدف في الدور الأول وهو أمر يعول عليه المدرب تيتي كثيرا، والخلاصة بأن المنتخب البرازيلي أعطى انطباعا قويا بأنه لن يترك البطولة تفلت منه على أرضه وبين جماهيره.

الوصيف كان منتخب فنزويلا الذي حصد 5 نقاط من تعادلين وفوز وهو أيضا أظهر قوة في الخط الدفاعي إذ لم تتلق شباكه إلا هدفا واحدا وهو ما عوض ضعفه الهجومي إذ لم يسجل إلا 3 مرت لكن هذا كان كافيا من أجل ضمان المركز الثاني في المجموعة.

المركز الثالث كان من نصيب البيرو التي رغم الخسارة في الجولة الثالثة أمام البرازيل 5-0 وهي نتيجة قاسية، لكن فوزها على بوليفيا وتعادلها مع فنزويلا أهدياها بطاقة أفضل مركز ثالث، فيما خرجت بوليفيا بخفي حنين من البطولة بصفر من النقاط بعد ثلاث خسارات متتالية مع اداء دفاعي ضعيف وتلقي 9 أهداف في ثلاث مباريات لتكون مجرد ضيف شرف في هذه المجموعة.

المجموعة الثانية:

تصدرتها ​كولومبيا​ بعدما فرضت نفسها كمرشح قوي في هذه البطولة عقب إسقاط الأرجنتين في المباراة الإفتتاحية 2-0 مع تقديم كرة قدم مميزة تحت قيادة المدرب كارلوس كيروس الذي يلعب بطولته الأولى الرسمية مع المنتخب.

وبدا المنتخب الكولومبي بروح قتالية عالية زرعها المدرب في لاعبي المنتخب الذي بدا قويا للغاية من الناحية الدفاعية ولم تهتز شباكه إطلاقا في 3 مباريات ليتصدر المجموعة بالنقاط الكاملة من ثلاث انتصارات.

منتخب الأرجنتين مع قائده ونجمه ليونيل ميسي على الرغم من البداية السيئة والخسارة أمام كولومبيا ثم التعادل مع البارغواي، لكن الفريق حفظ ماء وجهه بفوز صعب على قطر وصل به إلى 4 نقاط، وضمن المركز الثاني في المجموعة لكن الجميع يعلم بأن منتخب الأرجنتين بهذا الأداء لن يستطيع الذهاب بعيدا في البطولة ولا يجب تحميل ليونيل ميسي مسؤولية كل زملاءه في الفريق المطالبين بتحسين أدائهم الفردي والجماعي.

المركز الثالث كان لمنتخب البارغواي الذي لم يظهر بقوة، لكنه حقق المطلوب بالتأهل من المركز الثالث مع تعادلين فقط أمام قطر و​الارجنتين​ ثم خسارة أمام كولومبيا، ولا يتوقع أن يقدم ​الباراغواي​ الكثير في الدور الربع النهائي، أما مننتخب قطر والذي كان ضيفا في هذه البطولة فهو قدم أداء مقبولا نوعا ما لكن افتقد للخبرة اللازمة ما جعله يحصد نقطة واحدة ويتذيل ترتيب المجموعة في مشاركته الأولى بالكوبا أميركا.

المجموعة الثالثة:

دارت في هذه المجموعة معركة قوية على الصدارة بين منتخبي الأوروغواي وال​تشيلي​ حسمها الأول بفوز في المواجهة المباشرة بينهما 1-0.

ونجحت ​الاوروغواي​ في الإستمرار بإظهار نفسها كأحد كبار القارة بعد فوز آخر على الإكوادور وتعادل مع ​اليابان​ حيث كان خط هجومه قويا للغاية وسجل 7 أهداف وهي ميزة عادة ما يتميز بها منتخب الأوروغواي.

مركز الوصافة كان من نصيب حامل لقب النسختين الماضيتين التشيلي والذي حصد ست نقاط فقط وهو رغم خسارته من الأوروغواي أوحى إلى الجميع بأنه قادر على الدفاع عن لقبه وبالتالي لن يكون صيدا سهلا إذ ما زال الفريق يقاتل ويتحرك بشكل جيد بكرة ومن دون كرة مع ترابط تكتيكي جيد ما يعني عدم القدرة على الإستهانة إطلاقا به.

الضيف الأسيوي الآخر المنتخب الياباني قدم أداءا لا بأس به في ظهوره الأول بالقارة الأميركية الجنوبية، وحصد نقطتين من تعادلين وكان قريبا من التأهل كأفضل مركز ثالث، لولا فارق الأهداف الذي صب لمصلحة منتخب الباراغواي في النهاية.

أما المركز الأخير فكان من نصيب منتخب الإكوادور الذي خيب الآمال في هذه البطولة حيث خسر مرتين واكتفى بتعادل يتيم أمام اليابان، وبدا غير قادرا على مجاراة النسق العالي لمنتخبي الأوروغواي والتشيلي في هذه المجموعة، مع أداء هجومي هزيل ومشاكل دفاعية بالجملة عكست التفكك التكتيكي للفريق الذي لم يقدم له المدرب هرنان غوميز أي شيئ يذكر لا تكتيكيا ولا فنيا.