على الرغم من تطور كرة القدم في العصر الحديث والإختلاف الكبير والملحوظ في أساليب اللعب بين الماضي والحاضر، إلا أن الجماهير لم تنفك تجري المقارنات بين لاعبي الأمس واليوم بدءاً من البوابة الأوسع أي بوابة الاندية التي تضم لاعبين من مختلف الجنسيات، إلى الأضيق ونتكلم هنا عن اللاعبين الأساطير من دولة واحدة كما في حالة دييغو أرماندو ​مارادونا​ وليونيل ميسي، ​ميشال بلاتيني​ وزين الدين ​زيدان​، ​بيليه​ ورونالدو، وغيرهم.

ولا تخلو أي دولة في العالم من تلك المقارنات بحكم وجود العديد من اللاعبين السابقين الذين أرسوا دعائم الابداع للجيل الحالي وكانوا خير مثال يحتذى به، لكن هذا الأمر قد يبدو مختلفاً في البرتغال على الرغم من انها حظيت بأساطير أمثال أوزيبيو ولويس فيغو وغيرهم، إلا أن وجود نجم بحجم ​كريستيانو رونالدو​ قد يجعل المقارنة بينه وبين أي برتغالي آخر شبه معدومة.

أثبت رونالدو مرة أخرى ان عامل السن هو مجرد رقم بالنسبة له، خاصة بعد تسجيله ثلاثة أهداف في مرمى سويسرا قادت ال​منتخب البرتغال​ي الى المباراة النهائية لبطولة دوري الأمم الأوروبية رافعاً رصيده الى 88 هدفاً دولياً معززا وجوده في المركز الثاني في قائمة أكثر المسجلين دولياً خلف الايراني علي دائي صاحب الـ109 أهداف.

قد لا يكون الأمر جديداً أو مستغرباً على رونالدو ان يسجل هاتريك ويمنح منتخب بلاده او الفريق الذي يلعب معه الفوز في الأوقات الحاسمة، لكن اللافت أن يحافظ البرتغالي على هذا التألق سواء في مسيرته الدولية أو على صعيد الأندية وهو أمر لم نجده مع أفضل لاعبي العالم ومنهم الأرجنتيني ليو ميسي او الاوروغوياني لويس ​سواريز​ أو البرازيلي ​نيمار​ وغيرهم، وهذا ما يمنح أفضل لاعب في العالم خمس مرات الأفضلية لمحافظته على إيقاعه في التسجيل على كل الجبهات.

ربما تكون البرتغال على موعد مع اللقب الثاني على التوالي (بعد كأس أوروبا 2016) يوم الأحد المقبل ، لكن الأهم ان فوز البرتغال بدوري الأمم على أرضها وبين جماهيرها سيمنح كريستيانو رونالدو المزيد من الأفضلية بعدما عجز الجيل السابق عن الفوز بكأس أوروبا 2004 والتي استضافتها البرتغال حينها، لذلك فإن رونالدو سيعزز من مكانته كملك أوحد لبلاده على مر العصور.

سيبقى كريستيانو رونالدو واحداً من أعظم من انجبتهم الملاعب في تاريخ كرة القدم، لذلك يمكن لمحبيه ولجميع البرتغاليين أن يشعروا من الآن بحجم الفراغ الذي سيتركه بعد أعوام قليلة حيث ستصبح ابداعاته ملكاً للتاريخ فقط وخارج المستطيل الأخضر.