حقق ​بايرن ميونيخ​ لقب ​كأس ألمانيا لكرة القدم​ بعدما فاز في المباراة النهائية على آر بي ​لايبزيغ​ 3-0 وذلك على الملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين. المدير الفني لبايرن ميونيخ ​نيكو كوفاتش​ دخل اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع روبرت ليفاندوفسكي في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لآر بي لايبزيغ رالف رانغنيك بالرسم التكتيكي 4-2-2-2 مع الثنائي يوسف بولسن وتيمو فيرنير في خط الهجوم.

الشوط الأول:

بايرن بدأ المباراة محاولا السيطرة على خط وسط الملعب فيما سعى لايبزيغ إلى تطبيق مبدأ الضغط العالي على حامل الكرة في ملعب بايرن ما نجح في حصر اللعب بوسط الملعب مع منع بايرن من الوصول بالهجمات المنظمة إلى مناطقه الهجومية وهو ما أعطى لايبزيغ القدرة على عدم لعب الأدوار الدفاعية بل تحرك هجوميا وكاد أن يفتتح النتيجة من كرة رأسية لولا تصدي خرافي من مانويل نوير ليستمر لايبزيغ الفريق الأنشط خلال أول ربع ساعة من اللقاء وهذا استمر مع نجاح لايبزيغ في قتل إيقاع بايرن الذي عانى كثيرا في الصعود بالكرة رغم محاولة التحرك أكثر في طرفي الملعب لفتح المساحات بدفاعات لايبزيغ الذي كان بدوره نشطا للغاية هجوميا مع تحركات جيدة بالعمق من بولسن وفيرنير بين خط دفاع بايرن ولاعبي ارتكازه. وأمام معاناته في الإستحواذ، تحول بايرن للدفاع العالي والضغط على حامل الكرة عند لايبزيغ لافتكاكها سريعا. ومن أول هجمة منظمة بناها بايرن مع تقدم الظهير ألابا للزيادة العددية من الجهة اليسرى، نجح ليفاندوفسكي في تسجيل هدف التقدم لبايرن عند الدقيقة 29. الهدف كان فعليا عكس مجرى اللعب ليعاود لايبزيغ سعيه للوصول لمرمى بايرن الذي أصبح هو الفريق الأفضل مع انضباط في خط وسط الملعب وتحول هجومي سريع أضاع من خلاله بايرن أكثر من فرصة حقيقية لتعزيز النتيجة لكن الشوط الاول انتهى بتقدم بايرن فقط 1-0.

الشوط الثاني:

لايبزيغ بدأ الشوط الثاني بشكل جيد لكن تألق مانويل نوير عند الدقيقة 48 حرمه من هدف تعادل محقق للايبزيغ ليستمر بايرن بتواجده الجيد في وسط الملعب ما صعب من مهمة بناء اللعب الهجومي للايبزيغ رغم محاولته التنويع سواء من عمق الملعب أو من الأطراف وعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء بايرن بجانب استمرار الضغط العالي على حامل الكرة عند بايرن ليدخل رانغنيك لايمر مكان أدامز وأوباميكانو مكان أوربان ويتحول الفريق للعب 3-4-3 فيما أدخل كوفاتش توليسو مكان مارتينيز لتعزيز خط الوسط الدفاعي. بايرن اعتمد على التنظيم الدفاعي بدءا من خط الوسط والإعتماد على الإنطلاقات السريعة في طرفي الملعب بوجود كومان وغنابري السريعين بجانب الضغط الدائم على حامل الكرة عند لايبزيغ ما أخر كثيرا من هجمة الأخير وبطّأ إيقاعه الهجومي ليدخل أريين روبين مكان غنابري في الجهة اليسرى وينجح بايرن في إضافة هدف ثاني عند الدقيقة 78 ليتقدم بايرن 2-0. رانغنيك حاول الرمي بآخر أوراقه مخرجا كوناتي ومدخلا حيدرا لتفعيل وسط الملعب الهجومي لكن بايرن نجح في إغلاق عمقه الدفاعي بأفضل طريقة ممكنة مع استمراره بالهجمات المرتدة الخطرة في ظل المساحات الكبيرة التي تركها تقدم لايبزيغ للأمام لينجح ليفاندوفسكي في تسجيل هدف ثالث للبايرن حسم به الأمور بشكل رسمي وأهدى الفريق البافاري لقب الكأس.

ملاحظات عامة:

رغم لعب أول نصف ساعة بشكل جيد لكن لايبزيغ بدا مصدوما بهدف تقدم البايرن ما جعله غير قادر على إبراز ردة فعل سريعة خاصة مع بقاء بايرن يضغط بشكل كبير على حامل الكرة ليصبح الفريق معانيا بقوة في خط وسط الملعب وهو ما مال الكفة بشكل واضح لبايرن مع عدم قدرة رباعي خط وسط لايبزيغ على تجاوز الضغط العالي لبايرن ومد ثنائي خط المقدمة بالكرات في عمق دفاعات بايرن بجانب عدم تقدم الأظهرة بشكل كافي للقيام بالزيادة العددية الهجومية.

يجب مدح التنظيم الجيد الذي أظهره المدرب كوفاتش مع فريق بايرن في هذه المباراة خاصة بعد تسجيله للهدف الأول حيث لم يتراجع الفريق للخلف بل استمر في ضغطه العالي والتكتل في خط وسط الملعب وباستثناء الهفوة في أول الشوط الثاني التي تعامل معها نوير، فإن بايرن عطل مفاتيح لايبزيغ الهجومية بشكل تام في شوط المباراة الثاني مع انضباط دفاعي وأداء مميز من لاعبي خط الوسط لواجباتهم الدفاعية سواء في افتكاك الكرات أو في حماية رباعي الخط الدفاعي وتغطية تقدم ظهيري الفريق الدائم للأمام.