تأهل ​توتنهام​ إلى المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد فوزه الجنوني على أياكس أمستردام 3-2 في المباراة التي احتضنها ملعب يوهان كرويف أرينا في العاصمة الهولندية أمستردام.

المدير الفني لتوتنهام ماوريسيو ​بوتشيتينو​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​لوكاس مورا​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لأياكس ​إيريك تين هاغ​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي حكيم زياش، تاديتش ودولبيرغ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

أياكس بدأ المباراة بشكل قوي وحاول إظهار نفسه الهجومي منذ البداية عبر تحركات سريعة في الثلث الأمامي وتطبيق مبدأ الضغط العالي لينجح دي ليخت في تسجيل الهدف الأول لأياكس عند الدقيقة 5.

توتنهام حاول التحرك وإبداء ردة الفعل مع سون يسارا وإيريكسن يمينا لكن الفريق عانى في تجاوز ضغط أياكس العالي والذي لم يسمح لتوتنهام في نقل الكرات وبناء اللعب بل على العكس تابع أياكس استحواذه على الكرة ولعبه الهجومي مع ترابط تكتيكي جيد للغاية بين الخطوط الثلاثة للفريق مع سرعة في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية وحصوله على عدة كرات خطرة سمحت لحكيم زياش في تسجيل هدف ثاني لأياكس عند الدقيقة 35. توتنهام حاول كثيرا في الشوط الاول للظهور بالصورة الهجومية لكنه افتقد للقدرة على الإستلام والتسليم في الثلث الأخير من ملعب أياكس الذي عرف كيف يحصر اللعب بوسط الملعب وينهي الشوط الأول متقدما 2-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، دفع بوتشيتينو بمهاجمه ​لورينتي​ مكان وانياما وتحول للرسم التكتيكي 4-1-3-2 مع رجوع إيريكسن كلاعب ارتكاز لبناء الهجمات بسرعة من الخلف. توتنهام حاول تسريع طريقة بناءه للهجمات وتحرك بشكل أكبر من طرفي الملعب مع عكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء أياكس الذي تراجع لاعبوه للخلف من أجل الحفاظ على التقدم بثنائية لكن ثلاث دقائق مجنونة وضياع دفاعي تام من لاعبي الفريق الهولندي سمح للوكاس مورا باستغلال ضعف العمق الدفاعي لأياكس وتسجيل هدفين جعل النتيجة تشير للتعادل 2-2 بين الفريقين عند الدقيقة 59 ما دفع مدرب أياكس إلى التدخل مخرجا لاعب ارتكازه شون ومهاجمه تاديتش مدخلا كلا من فيلتمان وسينغرافين في نفس المراكز مع محاولة للصعود مجددا نحو الأمام وعدم البقاء في الخلف لكن توتنهام استمر في نشاطه الهجومي مع تحركات جيدة عبر الأطراف مقابل هجمات منظمة لأياكس ما جعل المباراة بإيقاع سريع وهجمة بهجمة مع إضاعة ​اياكس​ لفرص خطرة ونفس الأمر لتوتنهام. مدرب الفريق الإنكليزي قام بتبديلين حيث أدخل ​لاميلا​ وبين ​ديفيز​ مكان تريبيير وروز وتحول إلى خطة 3-4-3 ليضغط توتنهام بثمانية لاعبين في الخط الأمامي مع كثافة في الكرات العرضية عبر طرفي الملعب وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، نجح لوكاس مورا في تسجيل هدف الفوز التاريخي عند الدقيقة 95 ما أهدى توتنهام بطاقة التأهل للنهائي.

​​​​​​​

ملاحظات عامة:

لا بد من إعطاء مدرب توتنهام ماوريسيو بوتشيتينو دوره في القيام بعودة تاريخية في الشوط الثاني الذي هو شوط المدربين بعدما قام بتبديلات مميزة وغير من طريقة اللعب ومراكز اللاعبين مع وجود لورينتي كمركز ثقل في عمق دفاعات أياكس كما غامر هجوميا بشكل واضح في آخر عشر دقائق وهو أمر يحسب له بكل تأكيد إذ غير كليا من شكل الفريق ورفض تسليم اللقاء رغم الحاجة لتسجيل 3 أهداف في 45 دقيقة لكنه قام بما اعتبره الكثيرون مستحيلا وخطف بطاقة العبور للنهائي.

بدا واضحا افتقاد لاعبي أياكس للخبرة وعدم قدرتهم على تحمل الضغط الكبير، ضغط الوصول للمباراة النهائية إذ انهار الفريق في اللحظات الحاسمة وافتقد للقائد الحقيقي على أرض الملعب إذ أن عنصر الشباب لم يستطع حمل الفريق وهذا بدا جليا في الأخطاء البدائية والإرتباك الواضح في استقبال الأهداف الثلاثة في الشوط الثاني بجانب الرعونة في انهاء الفرص هجوميا.

عانى أياكس كثيرا في الشوط الثاني بالجانب البدني حيث خف كثيرا الضغط العالي الذي كان يقوم به وتراجع للخلف وتحمل العبء الدفاعي وهذا يعود لسببين، الأول هو تراجع معدل اللياقة البدنية للفريق الهولندي والثاني هو قراءة خاطئة من مدرب الفريق تين هاغ إذ لم ينجح في العودة والتحكم في الإيقاع كما لم يقرأ تحركات بوتشيتينيو جنبه على خط الملعب وخسر المعركة التكتيكية معه.