حقق ليفربول ما اعتقد الكثيرون بأنه مستحيلا حيث هزم برشلونة 4-0 معوضا خسارته ذهابا 3-0 وحجز البطاقة الأولى في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وذلك في المباراة التي استضافها ملعب الأنفيلد رود في مدينة ليفربول.

المدير الفني لليفربول يورغن كلوب لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ماني، شاكيري وأوريغي في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لبرشلونة إرنستو ​فالفيردي​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي ميسي وسواريز في خط الهجوم.

الشوط الأول:

ليفربول بدأ المباراة بنسق هجومي عالي محاولا إجبار البرسا على الرجوع للخلف وخطف هدف مبكر يكون بمثابة البوابة للقيام بالريمونتادا ووضع البرسا تحت الضغط المبكر وهو بالفعل نجح بذلك عبر لاعبه أوريغي عند الدقيقة 6 ليتقدم ليفربول 1-0.

برشلونة حاول التحرك الهجومي والرد مع التقدم أكثر للأمام فيما عاد ليفربول للخلف من أجل استيعاب ردة فعل البرسا المتوقعة مع تحركات من ميسي في العمق ليحصل البرسا على بعض الفرص لكن حارس ليفربول أليسون تعامل مع الموقف كما يجب.

بالمقابل، اعتمد ليفربول على إغلاق عمقه الدفاعي ثم بناء الهجمات المرتدة المنظمة لتمر الدقائق مع انحسار اللعب وتمركزه في وسط الملعب. الربع الساعة الأخيرة من الشوط الأول شهدت تبادلا من قبل الفريقين للسيطرة لكن البرسا حاول التحرك أكثر مع استمرار ليفربول في الخلف وعدم السماح للبرسا في التحرك الهجومي عبر الأطراف مع تقدم الأظهرة وعكس الكرات العرضية ليحصل البرسا مجددا على بعض الكرات الخطرة لكن أليسون تألق في إبعادها لينتهي الشوط الأول بتقدم ليفربول 1-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، دفع كلوب ب​فينالدوم​ مكان روبرتسون المصاب في تبديل هام بوسط الملعب مع تراجع ميلنر للعب كظهير أيسر ولعب فينالدوم في خط وسط الملعب مع مهام واضحة بالتقدم ومساندة الثلاثي الهجومي كلاعب الوسط القادم من الخلف.

بداية الشوط الثاني كانت سريعة حيث حاول كل من الفريقين تسجيل هدف، البرسا عبر التحرك مع ميسي وتركيز على جهة ألبا في اليسار لكن ليفربول كان سريعا جدا في التحرك العكسي عبر الأطراف مع تقدم دائم للأظهرة ونشاط من شاكيري لينجح فينالدوم في تسجيل هدف ثاني لليفربول ثم ثالث عبر نفس اللاعب لتصبح النتيجة 3-0 لليفربول عند الدقيقة 56 وسط ضياع تام من لاعبي البرسا وشبه انهيار دفاعي.

ومع نتيجة 3-0، أصبحت الأمور متعادلة ليقوم فالفيردي بإخراج كوتينيو وإدخال سيميدو لتفعيل طرفي الملعب أكثر حيث نجح البرسا في الإمساك مجددا بالكرة والعودة لأسلوبه المعتاد في تدوير الكرات والسعي للتحرك من العمق عبر ميسي وتقدم الأظهرة بشكل مستمر مقابل عودة ليفربول لوسط الملعب واستمرار الضغط العالي على حامل الكرة عند البارسا ليدخل آرثر مكان فيدال في وسط ملعب البرسا لكن ليفربول وبأسلوب المفاجأة المعتاد سجل الهدف الرابع عبر أوريغي حيث كان دفاع البرسا شبه نائم في الركلة الركنية.

الدقائق العشر الأخيرة من المباراة شهدت دخول مالكوم ولعب برشلونة في الأمام بشكل تام مع رجوع ليفربول للخلف وإغلاقه للمنافذ الدفاعية كما يجب مع غياب حلول البرسا الهجومية رغم الإمساك التام بالكرة لكن الفريق بدا بطيئا ومن دون أنياب هجومية لتنتهي المباراة بفوز عريض لليفربول وتأهله للمباراة النهائية عن جدارة واستحقاق.

ملاحظات عامة:

يجب كيل المديح لمدرب ليفربول يورغن كلوب الذي حضر فريقه نفسيا بشكل مميز للمباراة وذلك قبل تحضيره الفني والتكتيكي وهذا ما انعكس بالروح العالية التي ظهر بها الفريق حيث آمن بأنه قادر على العودة وهو ما ظهر فعليا خلال اللقاء من أول دقيقة حيث لم يبدو الإرتباك أو الخوف على لاعبي ليفربول وهو أمر يعود بالمقام الأول لما زرعه كلوب في نفوس لاعبي فريقه.

سيكون من الأفضل لو يرحل فالفيردي عن برشلونة بعد ريمونتادا ثانية عقب الخسارة الموسم الماضي أمام روما، حيث بدا الفريق ليلة أمس مفلسا بشكل تام مع خوف واضح وغياب الجرأة في اللعب والأهم هو التخطيط الخاطئ،اختيار التشكيلة الأساسية بشكل غريب وتبيدلات غير مفهومة حيث وقف عاجزا وبدا مثلنا مثله، متفرجا بشكل تام على تألق ليفربول وسيطرته الكاملة على المباراة.

رغم غياب نجم ليفربول محمد صلاح ورأس حربته ​فيرمينيو​، لكن البدلاء أوريغي وشاكيري قاموا بدور مميز خلال المباراة حيث عكسوا مدى إمكانياتهم الحقيقية وقدرتهم على تعويض غياب نجوم الفريق في هكذا مباراة حساسة وهذا أيضا يعكس مدى تحضير مدرب الفريق كلوب لهم خاصة من الناحية النفسية والذهنية رغم جلوسها في فترات طويلة من الموسم على مقاعد البدلاء.