حقق ​التعاون​ لقب ​كأس خادم الحرمين الشريفين​ السعودي بعدما فاز على ​اتحاد جدة​ 2-1 في المباراة التي احتضنها ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض. المدير الفني للتعاون ​بيدرو إيمانويل​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​ليندر تاوامبا​ كرأس حربة صريح كما لعب المدير الفني للإتحاد ​خوسيه لويس سييرا​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​أليكسندر بريجوفيتش​ كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

المباراة كانت هادئة حيث حاول كل فريق إغلاق عمقه الدفاعي وتأمين المناطق الخلفية ثم اللعب الهجومي إنما من دون أي اندفاع زائد مع رغبة واضحة في بناء لعب هجومي منظم وعدم الرغبة في القيام بأي شيئ هجومي عشوائي. الهدوء استمر في المباراة مع غياب فعلي للفرص الهجومية واستمرار فترة الحذر التي طالت نوعا ما لكن هذا كان شيئا طبيعيا كون المباراة نهائية والتعويض فيها صعب نوعا ما. شيئا فشيئا، بدأ التعاون يبدو الفريق الأكثر استحواذا على الكرة مع سيطرة نسبية في خط وسط الملعب وتفعيل العمل على طرفي الملعب وسط رغبة هجومية أكبر لكن الإتحاد الملتزم بالشق الدفاعي ومن كرة ساقطة خلف مدافعي التعاون نجح في افتتاح التسجيل عند الدقيقة 32 عبر رأس حربته بريجوفيتش. التعاون حاول التحرك بشكل سريع وإظهار ردة الفعل مع نشاط مهاجمه تاوامبا واستمرار العمل من طرفي الملعب لكن الفريق الإتحادي كان ملتزما في خط وسط الملعب ما ساعده على إنهاء الشوط الأول متقدما 1-0 رغم أفضلية نسبية للتعاون في هذا الشوط.

الشوط الثاني:

مدرب التعاون بيدرو إيمانويل قام بتبديله الأول بين شوطي المباراة وهو التبديل الذكي الذي قلب مجريات المباراة رأسا على عقب مع إخراج إبراهيم الزبيدي وادخال ​جهاد الحسين​ لتنشيط الشق الهجومي أكثر وتحديدا في خط وسط الملعب. التعاون كان الطرف الهجومي الأفضل مع نشاط واضح من الأطراف وتقدم الأظهرة من أجل تعديل النتيجة والحصول على فرص هجومية وهو ما حصل بالفعل حيث نجح طلال العبسي من تعديل النتيجة عند الدقيقة 54. التعاون استمر الفريق الأفضل من ناحية صناعة اللعب الهجومي رغم سعي الإتحاد للتقدم مجددا نحو الأمام لكن الفريق بتقدمه هذا كان يترك المساحات في الشق الدفاعي ما أجبره على العودة نوعا ما للخلف وتهدئة إيقاع المباراة نوعا ما ليستمر التعاون الفريق الأكثر سيطرة في خط وسط الملعب مع دور مهم للاعبي خط الوسط وتحديدا جهاد الحسين في صناعة اللعب الهجومي مع ثقة واضحة في نقل الكرات. وامام التراجع النسبي للإتحاد، حاول المدرب سييرا اللعب الهجومي أكثر عبر جهة ​فهد المولد​ اليسرى لإخافة التعاون وإجباره على الرجوع للخلف ليحصل الفريقان على بعض الفرص الخطرة لكن رغبة التعاون الهجومية بدت أكبر وهي ساعدته على خطف هدف قاتل عند الدقيقة 90 عبر ليندر تاوامبا، هدف كان كافيا للتعاون من أجل حصد لقب الكأس.

ملاحظات عامة:

1- يجب الإشادة بمدرب التعاون بيدرو إيمانويل الذي أظهر شخصية قوية مع الفريق الذي كان منضبطا في معظم فترات اللقاء مع حسن انتشار في وسط الملعب وهو ما ظهر عبر الترابط التكتيكي بجانب الرغبة الهجومية وعدم التراجع الدفاعي بل الظهور بنفس هجومي خاصة في الشوط الثاني من المباراة وهذا يعود للعمل المسبق لإيمانويل مع الفريق.

2- عادة ما يكون الشوط الثاني شوط المدربين وهذا ما أظهره المدرب بيدرو إيمانويل الذي قام بتبديل بين الشوطين قلب المباراة رأسا على عقب مع دخول صانع الألعاب جهاد الحسين الذي أضاف الكثير من المرونة في نقل الكرات وصناعة الفرص الهجومية، مع تفاهم واضح مع زملاءه في خط الوسط والأهم القدرة على استرجاع الكرة بشكل سريع من لاعبي الإتحاد ما جعلهم بشكل شبه دائم الفريق الأكثر مبادرة هجوميا.

3- لعب مدرب الإتحاد سييرا بتحفظ زائد عن اللزوم فانتظر لاعبي التعاون في وسط الملعب ثم اعتمد على التحول الهجومي السريع مع سرعة لاعبيه الهجوميين وحصل على سيناريو مميز بالتقدم 1-0 لكن سييرا فشل في قراءة المباراة كما يجب والتغلب تكتيكيا على مدرب التعاون إيمانويل ما جعله يخسر المباراة 2-1 حيث كانت النتيجة عادلة لأن الفريق الذي ظهر برغبة هجومية أكبر هو من حسم الأمور لمصلحته في نهاية المطاف.