في الوقت الذي حسم فيه كل من يوفنتوس و​باريس سان جيرمان​ لقب الدوري في إيطاليا وفرنسا توالياً وقبل خمس مراحل على انتهاء الموسم، فإن المنافسة تبدو على أشدها في إنكلترا وألمانيا في حين بات برشلونة قاب قوسين أو أدنى من الإحتفاظ بالدوري الإسباني للعام الثاني على التوالي.

لم يكن احتفاظ اليوفي بلقب الدوري الإيطالي للمرة الثامنة مفاجئاً في ظل السيطرة المطلقة التب فرضها على الدوري طوال السنوات الماضية، إلا ان المفاجئ هذه المرة كان خروجه من كأس إيطاليا على يد أتلانتا وإخفاقه المدوي في دوري أبطال أوروبا على يد أياكس الهولندي، على الرغم من انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو من ​ريال مدريد​ مقابل 100 مليون يورو، لكن هذا الانتقال لم يضف إلى السيدة العجوز أكثر من البريق الإعلامي مع ان الدون سجل حتى الآن 19 هدفاً في "السيري أ"، إلا ان الهدف الذي من أجله تم التعاقد مع رونالدو لم يتحقق في عامه الأول.

في المقابل فإن سيطرة باريس سان جيرمان على الدوري الفرنسي للعام الثالث على التوالي كان متوقعاً، إلا ن حال الفريق الباريسي لم يختلف كثيراً عن اليوفي حيث الخروج من كأس رابطة الأندية الفرنسية ودوري أبطال أوروبا، لكن اللافت لم يكن ابتعاده في الصدارة بفارق 19 نقطة عن اقرب منافسيه، انما تألق نجمه كليان ​مبابي​ والغزارة التهديفية التي أظهرها هذا الموسم، فهو سجل حتى الآن 30هدفاً متخلفاً بفارق ثلاثة أهداف عن الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني في المنافسة على لقب الحذاء الذهبي.

وإذا كان يوفنتوس وباريس سان جيرمان قد حسما المنافسة على اللقب لمصلحتهما، فإن برشلونة أصبح بحاجة إلى ست نقاط من 15 متبقية من أجل الفوز بالليغا، لكن الوضع في كل من انكلترا وألمانيا ليس بتلك السهولة على الإطلاق.

من الواضح ان المعركة في البريمييرليغ بين ليفربول ومانشستر سيتي حامل اللقب لن تحسم قبل صافرة النهاية للمرحلة الأخيرة، في ظل السباق الشرس بين الفريقين على جمع النقاط بكل الطرق الممكنة. يأتي هذا الأمر بعدما نجح السيتي في تخطي ​توتنهام​ وفوز ليفربول على واتفورد ليبتعد الريدز بفارق نقطتين مع مباراة مؤجلة للأزرق الذي يخوض يوم الاربعاء مواجهته القوية الأخيرة أمام جاره مانشستر يونايتد قبل ان يستكمل مبارياته أمام بيرنلي، ليستر وبرايتون مما يعني ان تخطيه لليونايتد قد يكون تأشيرة احتفاظه باللقب اذ من المستبعد "على الورق" على الأقل أن يتعثر في مواجهاته الثلاث الأخيرة سيما وانه مرتاح من المشاركة خارجياً.

أما ليفربول الذي سيلعب أمام هيديرسفيلد تاون، نيوكاسل وولفرهامبتون فإن مصيره لم يعد بيده، واذا كانت المواجهات الثلاث الأخيرة سهلة نسبياً، الا ان الريدز تنتظره مواجهتين صعبتين للغاية امام برشلونة في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا وهذا يعني المزيد من الضغوط على اللاعبين والمدرب يورغن كلوب.

السباق في المانيا بين بايرن ميونيخ حامل اللقب وبوروسيا دورتموند الذي يتخلف عنه بنقطة لا يبدو بعيداً كثيرا عن الأجواء الإنكليزية قبل اربع مراحل فقط على اختتام البوندسليغا، لكن الفريق البافاري تنتظره مباراتين صعبتين أمام لايبزيغ واينتراخت فرانكفورت اللذين يحتلا المركزين الثالث والرابع ، في حين سيلعب دورتموند أمام مونشغلادبخ الخامس وهو اللقاء الأصعب للأصفر والأسود.

وبانتظار الجولات المقبلة، فإن تمديد الإثارة والمتعة في كل من انكلترا والمانيا سيمنح الجماهير الفرصة لختام غير متوقع لموسم ساخن ومثير.