يمكن اعتبار انتخابات رئاسة ​الإتحاد الآسيوي لكرة القدم​ انتهت قبل أن تبدأ، بعدما بات من الواضح ان الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة سيبقى على رأس الإتحاد القاري لأربع سنوات المقبلة سيما بعد انسحاب ​الإمارات​ي ​محمد خلفان الرميثي​ واتجاه القطري ​سعود المهندي​ للتنازل عن ترشيحه مقابل ضمان مقعد في الهيئة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم.

ربما لم يكن مفاجئاً للكثيرين انسحاب الرميثي بعدما أظهرت المشاورات التي جرت في الأيام الماضية اتجاه أعضاء الجمعية العمومية للإتحاد الآسيوي لتجنب إنقسام قد يعيد للأذهان ما شهدته الحقبات السابقة من توترات واتهامات بالفساد أفضت الى منع الرئيس السابق ​محمد بن همام​ من مزاولة أي نشاط رياضي، لذلك كان من المطلوب استمرار الشيخ سلمان بن ابراهيم من أجل صالح الاتحاد الآسيوي وتعزيز الشفافية داخله بما يضمن تطور كرة القدم ورقيها في أكبر قارات العالم.

لا يمكن غض النظر عما حققه البحريني آل خليفة في الإتحاد الآسيوي منذ توليه المنصب عام 2013، وقدرته على جمع الأعضاء رغم كل الخلافات وبالتحديد السياسية بين الكثير من البلدان، فتمكن من تجاوز الأزمة ​السعودية​ الإيرانية بإقامة مباريات دوري أبطال آسيا على أرض محايدة وأبقى على "شعرة رياضية" بين قطر وكل من السعودية والإمارات، وإعادة الكرة الكويتية الى الحظيرة الدولية بالتعاون مع السعودية، فيما كان رفع عدد المشاركين في بطولة أمم آسيا 2019 إلى 24 منتخباً بمثابة ثمرة تلك الجهود.

أضف إلى ذلك ان الإتحاد الآسيوي مقبل على تحديات كثيرة في السنوات المقبلة ومنها إقامة مونديال 2022 في القارة الآسيوية وتحديداً في قطر مع احتمال رفع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 وكذلك متابعة تنفيذ كل المشاريع التي تعنى بتطوير الإتحادات النامية، لذلك لم يكن من الممكن تغيير الرؤى والإستراتيجيات في الوقت الحالي وتأجيل ذلك إلى ​عام 2024​ موعد انتهاء الولاية الجديدة للشيخ سلمان.

يحظى الرئيس الحالي بدعم غالبية أعضاء الاتحاد القاري (47 عضوا يحق لـ46 منهم التصويت)، مما يعني عدم وجود صعوبة في انتخابه لولاية ثانية، لكن المطلوب الآن الاستفادة من هذا الدعم من اجل تعزيز رؤيته لتطوير الكرة الآسيوية من خلال دعم الكثير من الإتحادات التي تئن تحت وطاة الأزمات المالية.

ربما اختارت الإتحادات الآسيوية اجتياز هذه المرحلة بهدوء في ظل الاستحقاقات الكثيرة التي تنتظر القارة الصفراء، لكن من المؤكد ان الشيخ سلمان سيواجه المزيد من العقبات في ظل الوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط والتأثيرات السلبية على كل القطاعات ومنها الرياضية، في الوقت الذي لا يلوح في الأفق حلول ناجعة قادرة على فصل الرياضة عن السياسة.