يظن ​جياني إنفانتينو​ رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم أن توسعة "رقعة" اللعبة في البطولات الرسمية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية سيساهم في انتشار اللعبة الشعبية الأولى في العالم على اعتبار ان زيادة أعداد المشاركين في تلك البطولات من شأنه أن يدفع بكرة القدم إلى مكانة أفضل مما هي عليه حالياً.

وعلى الرغم من الإتفاق على زيادة أعداد المنتخبات المشاركة في المونديال ابتداء من عام 2026 في ​الولايات المتحدة​ وكندا و​المكسيك​، الا ان المفاجأة جاءت بتوصية الفيفا على تلك الزيادة في ​مونديال قطر 2022​ من 32 الى 48، إضافة لتوسيع ​كأس العالم للأندية​ لتشمل 24 فريقا اعتباراً من ​عام 2021​ بدلا من سبعة في الصيغة الحالية على ان تقام كل اربع سنوات.

لا يمكن قياس نجاح الخطوة من عدمها من الآن، إلا ان القرار المتوقع إقراره في ​مؤتمر الفيفا​ المقبل في ​باريس​ خلال حزيران المقبل دونه الكثير من الصعوبات والتأثيرات السلبية التي يمكن أن تنتج عن تلك الخطوة لا سيما في كأس العالم المقبلة، في حين ان قرار زيادة الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية يواجه الكثير من الاعتراضات وخاصة من جانب الإتحاد الأوروبي لكرة القدم ورابطة الأندية الأوروبية بحجة ضغط الروزنامة وتعارض موعد البطولة مع استحقاقات الأندية الكبيرة.

من الواضح ان زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم سيشكل عائقاً على دولة مستضيفة واحدة، مما يعني اننا سنشاهد ابتداء من الآن ملفات مشتركة لثلاث أو اربع دول من أجل استضافة النسخ المقبلة للمونديال وهي تجربة قد لا تحقق النتائج المرجوة على الصعيد التنظيمي والنقل التلفزيوني على الرغم من انها ستفتح آفاقاً أمام الكثير من البلدان من أجل الشروع في تقديم ملفاتها لاستضافة مثل هكذا حدث.

كما ان الزيادة في عدد المنتخبات قد لا تحقق "المتعة الكروية" التي ينشدها إنفانتينو خاصة مع تأهل منتخبات ضعيفة على المستوى الفني، ولنا ما حدث في نهائيات كأس آسيا الأخيرة مثال صغير حيث ساهم وصول بعض الدول بتراجع مخيف في المستوى الفني للبطولة، فما بالك عندما نتحدث عن بطولة كبيرة بحجم المونديال والذي هو محط أنظار كل أنحاء العالم.

تحتاج مثل هذه الخطوة الى دراسة أشمل وأعمق، وربما يكون تطبيقها في عام 2026 أفضل من المونديال المقبل في قطر خاصة في ظل الوضع المحيط بالمنطقة وتحديداً في الخليج العربي، وهو أمر لا يمكن فصله عن كرة القدم بغض النظر عن كل الشعارات "الوهمية" التي تؤكد ان كرة القدم تساهم في التقارب وتخفيف الإحتقان.

يمكن لرفع العدد ان يمنح المشاركين من قارات مثل آسيا وافريقيا فرصة طال انتظارهاللظهور في محافل عالمية، لكن تطوير كرة القدم لا يكون بمشاركة منتخب او فريق في بطولة عالمية ربما لمرة واحدة، لأننا سبق وشاهدنا ان بعض المنتخبات شاركت لأربع أو خمس مرات في المونديال ومازالت تعاني من تراجع في مستوى كرة القدم لديها.

من هنا فإن الحل لتطوير كرة القدم في العالم لا يكون بتسهيل وصول منتخبات ضعيفة قد تُمنى بنتائج كارثية، بل بصرف المزيد من الأرباح التي تجنيها الفيفا على تحسين الملاعب في تلك الدول وإنشاء أكاديميات عالمية يشرف عليها متخصصون حتى تكون الفائدة أفضل وأشمل.