قبل أقل من شهر وتحديداً عقب خسارة مانشستر يونايتد أمام ​باريس​ سان جيرمان في ذهاب دور الستة عشر من ​دوري أبطال أوروبا​، أشرنا في "السبورت" الى ان المدرب النروجي أولي غونار ​سولسكاير​ تنتظره مهمة إنتحارية لإثبات قدرته على إجتراح المعجزات مع ​الشياطين الحمر​ وتحديداً في البطولة القارية والدوري الإنكليزي لكرة القدم.

اليوم وبعد عودة المان يونايتد من باريس بـ"ريمونتادا" خيالية أقصت الفريق الفرنسي ومنحت نظيره الإنكليزي بطاقة العبور الى الدور ربع النهائي، يمكن القول ان سولسكاير أثبت بشكل قاطع ضرورة استمراره كمدرب دائم في أولد ترافورد.

حين قام الإتحاد الأوروبي لكرة القدم بسحب قرعة دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، كان سولسكاير لا يزال مدرباً لفريق مولده النروجي، لكن اليوم تحول ابن السادسة والأربعين عاماً الى نموذج مشرق لطاقة المدربين الشباب الإيجابية في تحويل الإحباط والهزائم إلى أفراح وانتصارات، وهو ما فعله حتى الآن إن لجهة قيادة مانشستر يونايتد لدور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 2014 او الإقتراب من الوضع المطمئن في جدول ترتيب ​البريمييرليغ​ حيث يتخلف بفارق ثلاث نقاط فقط عن ​توتنهام​ صاحب المركز الثالث.

لا يحتاج المدرب سولسكاير لقصائد المديح لأن عمله على أرض الواقع أعاد لليونايتد بريقه الذي اختفى عقب اعتزال السير أليكس ​فيرغسون​، حيث بات الأخير قادراً على مخالفة نصائح الأطباء بعدم حضور المباريات حفاظاً على صحته بعدما كات فترة كل من مويس و​فان غال​ و​مورينيو​ تطيح بقلب "العجوز".

اليوم بات بإمكان فيرغسون السفر الى باريس لحضور مباراة الشياطين الحمر رغم علمه بتأخر الفريق بهدفين دون رد في مباراة الذهاب، لا لشيء إنما ليقينه بالعمل الصحيح والجاد الذي يقوم به سولسكاير والأصداء الإيجابية لهذا العمل داخل غرف الملابس حتى وان لعب اليونايتد المباراة الهامة ناقصاً العديد من الأوراق الرابحة.

وبغض النظر عن نتيجة مباراة الاياب بين باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد، وعلى الرغم من ان بعض وسائل الإعلام وصفت الأمر "بالسرقة"، الا ان ما فعله سولسكاير كانت نتيجته واحدة ألا وهي إعادة صورة الشياطين الحمر كواحد من كبار أوروبا، تلك الصورة التي شهدت الكثير من الإهتزاز في السنوات الأخيرة وحولته لفريق عادي بين نظرائه.

تستحق جماهير اليونايتد هذه الصورة، لكن قبل كل شيء فإن كرة القدم تستحق عودة مانشستر يونايتد إلى ساحة الكبار، تلك الساحة التي عرفت في السنوات الأخيرة نموذجاً واحداً لأبطال معروفين مسبقاً، لكن اليوم بات بالإمكان القول ان فوز رجال سولسكاير فرض أمراً واقعاً حتى وان لم يوفق الفريق بتحقيق الحلم الأوروبي، لكن على الأقل بات بالإمكان ان يحسب ألف حساب عندما يحين الحديث عن مواجهة بين اليونايتد واي فريق كبير آخر.