أظهرت مباراة مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان في ذهاب دور الستة عشر من ​دوري أبطال أوروبا​، حجم الصعوبات التي تنتظر المدرب المؤقت ​أولي غونار سولسكاير​ مع ​الشياطين الحمر​ على الرغم من الانطلاقة الرائعة للفريق في أول 11 مباراة تحت قيادة المدرب النرويجي وتحقيقه عشرة انتصارات وتعادل واحد خلالها.

لا يخفى على أحد ان المسيرة الرائعة لسولسكاير مع اليونايتد، أثمرت حتى الآن عن تحقيق هدف منشود لمشجعي أولدترافورد ألا وهو الحلول في المركز الرابع في الدوري الإنكليزي والمؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لكن بدا واضحاً أن المهمة لا تزال في بدايتها خاصة وأنه يتقدم بنقطة واحدة فقط عن صاحبي المركزين الخامس والسادس ​أرسنال​ و​تشيلسي​ توالياً قبل 12 مرحلة فقط على إختتام ​البريمييرليغ​.

من هنا جاءت خسارة اليونايتد أمام الفريق الباريسي بهدفين دون مقابل لتؤكد ان سولسكاير لم يحقق شيئاً حتى الآن مع الشياطين الحمر، وبالتالي فإن حجم العمل القادم لا بد وأن يكون مضاعفاً إذا ما أراد الفريق اللعب في دوري أبطال أوروبا، خاصة مع صعوبة المهمة أمام خصمه الفرنسي الذي سيلعب على أرضه وجمهوره في مباراة الاياب الشهر المقبل.

ولعل إقرار سولسكاير الذي يبحث عن إيصال فريقه الى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2014، بأن فريقه واجه خصماً هو اعلى مستوى ممن واجههم في المباريات الـ11 الماضية، يؤكد الشعور الذي يراوده والمهمة الشاقة الملقاة على عاتقه منذ أن تولى تدريب الفريق خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو.

من الواضح ان لاعبي مانشستر يونايتد مطالبون برفع مستواهم في المواجهات الكبرى اذا ما ارادوا الحفاظ على تلك الانطلاقة القوية خاصة وان الفريق تنتظره الكثير من "المطبات" في جميع المسابقات لعل أولها مواجهة تشيلسي يوم الاثنين في كأس الإتحاد الإنكليزي ومن ثم ليفربول المرشح الأبرز للفوز بلقب الدوري في الرابع والعشرين من هذا الشهر

لكن الشهر المقبل قد يكون حاسماً في "مسار" تعيين سولسكاير كمدرب دائم لليونايتد، لأن فريقه سيخوض ثلاث مباريات في غاية الأهمية خلال عشرة أيام سيبدأها بمواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا ومن ثم أرسنال ومانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي.

لذلك وقبل الحديث عن مستقبل سولسكاير مع اليونايتد، فإن المدرب النرويجي مطالب بتعزيز فرص هذا الاحتمال وإن كانت غير متوفرة حتى الآن، بعدما بدا عاجزاً خلال مباراة باريس سان جيرمان عن اجتراح الحلول الكفيلة بإيقاف مسلسل التراجع في اداء الكثير من اللاعبين ومنهم ​الكسيس سانشيز​ وعدم القدرة على الخروج بالتعادل على الرغم من كونه كان يلعب على ارضه وبين جماهيره.

يبقى القول ان على سولسكاير التفكير ملياً بالحفاظ على الاستقرار الفني وخاصة في مباريات الدوري الإنكليزي قبل أي أمر آخر، وإلا فإنه سيجد نفسه مضطراً لإيجاد عمل آخر في نهاية الموسم.