يمكن اعتبار مواجهة الكلاسيكو بين برشلونة و​ريال مدريد​ في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا واحدة من المباريات التي تركت الكثير من المؤشرات بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها أو ما قد تؤسس إليه في مباراة الإياب في سانتياغو برنابيو في السابع والعشرين من هذا الشهر.

كان الجميع يتوقع أن يدور الحديث بعد موقعة الكامب نو عن فرص الفريقين في التأهل إلى المباراة النهائية، لكن الأنظار اتجهت كلها إلى مكان آخر وتحديداً إلى أرض الملعب حيث أفرزت المباراة بين الغريمين التقليديين الكثير من المعطيات الفنية الهامة.

في البداية لا بد من القول ان كلا من مدرب برشلونة أرنستو ​فالفيردي​ وريال مدريد ​سانتياغو سولاري​ تحلّى بالجرأة عبر إشراك عناصر تلعب للمرة الأولى في الكلاسيكو، فكان البرازيلي ​مالكوم​ على قدر كبير من الثقة وتمكن من ادراك التعادل للفريق الكاتالوني، في حين كان مواطنه ​فينيسيوس جونيور​ نجم الريال من دون منازع. كما كان لافتاً وجود ليورنتي إلى جانب ​توني كروس​ ولوكا مودريتش، في حين ان اشراك فالفيردي للاعب كارلوس ألينا في الشوط الثاني تخطى مفهوم المغامرة، ليثبت اللاعبون الشباب في كلا الفريقين أهليتهم وقدرتهم على تولي مسؤوليات أكبر في المستقبل القريب.

في المقابل سقط النجوم الكبار في الإمتحان، فلم يقدم فيليب كوتينيو أو لويس سواريز المطلوب لبرشلونة، في حين أن نزول ​غاريث بايل​ كأن خطأ جسيماً من مدرب الريال خاصة وأن الويلزي أضاع فرصة الفوز بسبب تصرف فني أقل ما يقال عنه انه بدائي، اذ لا يمكن للاعب "أعسر" ان يستقبل الكرة بقدمه اليسرى، ومن ثم يقرر أن يسددها باليمنى!

غياب النجم ليونيل ميسي عن معظم فترات المباراة وجلوسه على مقاعد البدلاء أثر كثيراً على اداء زملائه وتحديداً في الشوط الأول، لكن اللاعب الأرجنتيني بدا غير جاهز فنياً للمشاركة، لذلك فإن اشراكه ربما كان مغامرة من المدرب فالفيردي وإن كان وجود ليو على أرض الملعب فيه الكثير من المحفزات الإيجابية لرفاقه والمؤثرات السلبية على الخصوم.

الأخطاء الدفاعية بدت ظاهرة بوضوح لدى الفريقين وتحديداً في ريال مدريد الذي كاد يدفع الثمن لولا براعة الحارس ​كايلور نافاس​ والذي أثبت مرة أخرى انه الأفضل لهذا المركز في الميرينغي، في حين ان مستوى ظهيري الفريق الملكي مارسيلو وكارفخال في تراجع مستمر وهو أمر قد يدفع ثمنه الفريق قريباً.

في المحصلة، هي مباراة لا تشبه غيرها من مواجهات الكلاسيكو، لكن في المقابل فإن تأخر الحسم لمواجهة الاياب يمنح عشاق الفريقين الفرصة لمتعة جديدة سيكون عنوانها فقط: الحسم.