أحرزت قطر لقب كأس آسيا لكرة القدم بعدما فاز في المباراة النهائية على ​اليابان​ 3-1 في المباراة التي احتضنتها مدينة زايد الرياضية في مدينة أبو ظبي. المدير الفني لمنتخب قطر ​فيليكس سانشيز​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​المعز علي​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لليابان هاييمي مورياسو بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع تاكومي مينامينو و​يويا أوساكو​ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المباراة بدأت هادئة بالطبع مع رهبة النهائي لكن فترة جس النبض كانت قصيرة ولم تتعد الخمس دقائق حيث بدأ ​المنتخب القطري​ في بناء الهجمات من الخلف مقابل اعتماد اليابان على الدفاع من منتصف الملعب مع خطي دفاعيين بثمانية لاعبين ثم اللعب المرتد السريع لكن القطريين بدوا الطرف الأفضل مع سرعة الثلاثي خلف المعز علي في التحرك بالكرة هجوميا وهو ما سمح للمعز علي بتسجيل الهدف الأول القطري عند الدقيقة 12.

بعدها حاول اليابانيون إظهار ردة فعل سريعة مع الدفع بخطوطهم نحو الأمام لكن الحلول كانت غائبة مع نجاح القطريين في إغلاق عمقهم الدفاعي أمام الثنائي الهجومي الياباني المفتقد للمساندة من لاعبي خط الوسط مقابل استمرار الهجمات المرتدة القطرية الفعالة بقيادة ​أكرم عفيف​ ليتمكن ​عبد العزيز حاتم​ من تسجيل هدف ثاني قطري عند الدقيقة 27. ردة الفعل اليابانية كانت غائبة مع معاناة كبيرة في الوصول لمرمى قطر بل مجرد عكس كرات عرضية لداخل منطقة الجزاء مع رجوع القطريين للدفاع وتهدئة إيقاع المباراة لينتهي الشوط الأول بتقدم قطري مستحق 2-0.

الشوط الثاني:

اليابانيون دخلوا الشوط الثاني بنفس هجومي واضح حيث حاول التقدم أكثر للأمام فيما تراجعت قطر للخلف وتحول الخطة دفاعيا إلى 4-5-1 واعتماد على سرعة المعز علي وأكرم عفيف في الهجمة المرتدة. مدرب قطر فيليكس اضطر لإجراء تبديل اضطراري بعد إصابة خوخي بو علام قلب دفاع قطر ونزول سالم الهاجري الذي لعب مكانه فيما حاول مدرب ​المنتخب الياباني​ تنشيط العمل الهجومي مع دخول موتو مكان هاراغوشي.

الأسلوب الهجومي الياباني أصبح أسرع مع كثافة عددية واضحة في الأمام حيث تقدم لاعبي الوسط لجانب المهاجمين وتقدم أظهرة الفريق لزيادة العدد الهجومي في الأطراف وهو ما أثمر عن هدف تقليص الفارق عبر مينامينو. القطريون حاولوا امتصاص الفورة الهجومية لليابان والتي كانت تهاجم بثمانية لاعبين ما فرض على قطر العودة للخلف مع دخول كريم بو ضياف مكان ​حسن الهيدوس​ لتنشيط الهجمة المرتدة وكسر الإيقاع الهجومي المتواصل لليابان وهو ما حصل فعلا إذ نجحت قطر بعد اللجوء لتقنية الV.A.R من الحصول على ركلة جزاء ترجمها أكرم عفيف لهدف ثالث قطري عند الدقيقة 83.

ورغم دخول إتو مكان شيوتاني والتحول لخطة ال4-3-3 لكن قطر استوعبت الهجمات اليابانية مع التزام دفاعي تام وإغلاق للعمق كما يجب لتمر الدقائق مع محاولات يابانية اقتصرت على الكرات العرضية من طرفي الملعب عبر أظهرة الفريق لينجح القطريون في إنهاء المباراة لمصلحتهم والتتويج باللقب الأسيوي لأول مرة في تاريخهم.

ملاحظات عامة:

نجح المنتخب القطري في بدء المباراة بالأسلوب الذي يريد، سيطرة على خط وسط الملعب وإجبار المنتخب الياباني على لعب الأدوار الدفاعية مع سرعة واضحة في التحرك بكرة ومن دون كرة بجانب نقل الكرة من لمسة واحدة وأدوار هجومية للاعبي خط الوسط ليكون التقدم بثنائية بعد نصف ساعة من ركلة البداية أمرا منطقيا نتيجة مجريات اللعب.

لم يظهر المنتخب الياباني بشكل هجومي جيد إلا في الربع الساعة الثانية من الشوط الثاني حيث كانت الكثافة العددية موجودة بتقدم لاعبي خط الوسط ما جعل اليابان تملك 4 لاعبين في العمق القطري وهذا جعل الدفاع القطري تحت الضغط ولم ينجح في التخلص منه إلا بسلاح المرتدات التي حصل من ورائها على ركلة جزاء كانت تسجيلها بمثابة ضربة شبه قاضية لآمال اليابانيين في العودة بالنتيجة.

مرة جديدة ظهر المنتخب القطري بشكل تكتيكي رائع فالكل يدافع والكل يهاجم مع اللعب الجماعي الواضح ورغبة كل لاعب في مساعدة زميله عند وجود الكرة مع المنتخب القطري عبر فتح المساحات في وسط الملعب وغياب الأنانية مع تفضيل اللعب للزميل على المراوغة بالكرة وهذا كان سببا رئيسيا في نجاح التركيبة القطرية التكتيكية.