قد لا يهم كثيراً ان فريقاً لم يذق طعم الخسارة المحلية هذا الموسم، وربما لا يعني البعض ابتعاده في صدارة الدوري بفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيه، لأن خسارة واحدة قاسية قد تفتح أبواب التساؤلات والإنتقادات وربما تكون بداية لمسيرة مختلفة في الأداء والنتائج.

كان يوفنتوس حتى ما قبل مباراة اتالانتا في ربع نهائي ​كأس إيطاليا​ أحد المرشحين ليس للفوز بالثنائية المحلية فحسب، انما للتتويج ب​دوري أبطال أوروبا​ خاصة بعد ضم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ​ريال مدريد​ في الصيف المنصرم، لكن السقوط المروع أمام خصمه بثلاثية نظيفة جدد التأكيد على ان مقولة "الفريق الذي لا يهزم" ليست موجودة في قاموس ​السيدة العجوز​.

صحيح ان البيانكونيري لا يزال واحداً من أقوى الفرق في أوروبا هذا الموسم، لكن الهزيمة الأولى التي تعرض لها فريق المدرب ​ماسيمليانو أليغري​ هذا الموسم في إيطاليا كانت ملفتة، خاصة وان اليوفي فشل في تسجيل أي هدف خلال مباراة تنافسية للمرة الأولى هذا الموسم، كما ان ​أتالانتا​ تمكن من كسر صمود شباك خصمه، والذي استمر 7 مباريات حافظ فيها البيانكونيري على نظافة شباكه في كأس إيطاليا.

ربما يكون الخروج من كأس إيطاليا فرصة لليوفي من أجل التركيز على مشواره المحلي نحو اللقب الثامن على التوالي، والمهمة الأهم وهي مواجهة أتلتيكو مدريد في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، لكن التأثيرات السلبية لمثل تلك الخسارة ربما تنعكس على طموحات الفريق على الرغم من قدرة المدرب أليغري ولاعبيه على النهوض بشكل سريع عطفاً على الإمكانيات الكبيرة التي يملكها يوفنتوس وأظهرها على الملأ في السنوات الماضية.

من الواضح ان خسارة يوفنتوس أمام أتالانتا وعلى الرغم من قساوتها لكونها حرمت اليوفي من حلم الثلاثية، إلا انها جاءت في وقت حاسم من شأنها أن تدفع المدرب أليغري لمراجعة حساباته خاصة وان أي كبوة في المشوار الأوروبي ستكون موجعة وغير قابلة للتعويض في الوقت الذي بات الجميع يدرك وبالتحديد مشجعو السيدة العجوز ان التتويج القاري هو الهدف الأسمى بعد سيطرة وهيمنة على المنافسات المحلية وعقب الفشل مرتين في دوري أبطال أوروبا خلال ثلاث سنوات خسر خلالها الفريق النهائي أمام كل من برشلونة وريال مدريد توالياً.

مرة جديدة سيعود يوفنتوس لاستئناف نشاطه بدءاً بمباراة بارما في الدوري هذا الاسبوع، لكن يتعين على رونالدو وزملائه تقديم صورة مغايرة عما شاهدته الجماهير في مباراة اتالانتا والعودة الى المستوى المعهود قبل مواجهة أتلتيكو مدريد في العشرين من هذا الشهر والتي تعتبر الأهم في مسيرة السيدة العجوز هذا الموسم.