بعد انتهاء الدور الثاني من ​كأس آسيا 2019​ والمقامة حاليا في ​الإمارات​، دعونا الآن نتعرف على أبرزالمشاهد الكروية التي حملها هذا الدور بعد انتهاء مبارياته الثماني والتي أقيمت على مدى 3 أيام.

خروج مفاجئ للأردن و​السعودية​ ودعت البطولة أمام ​اليابان

سقطت ​الأردن​ في فخ الغرور بعد تصدرها دور المجموعات حيث توقع الجميع ان تتجاوز ​فيتنام​ بكل أريحية لكن هذا لم يحصل حيث عانى المنتخب الأردني في فرض أسلوبه لينجر لاوقات إضافية ثم يودع بركلات الترجيح. وكانت مشكلة الأردن الأساسية هي في الإستسهال بالخصم الفيتنامي وعدم وجود أي حلول هجومية أمام التنظيم الدفاعي الفيتنامي ليكون الوداع مستحقا من الناحية الفنية رغم أنه مؤلم لطموحات الجماهير الأردنية التي استبشرت خيرا بمنتخبها بعد أداءه في الدور الأول. ولقي المنتخب السعودي نفس مصير شقيقه الأردني حيث فشل في تجاوز عقبة المنتخب الياباني إذ استمر في ارتكاب الهفوات الدفاعية كما ظهر من دون أي طعم ولا لون هجوميا ليفشل في ترجمة نسبة الإستحواذ التي وصلت إلى 70 % ويخرج من البطولة الأسيوية بخفي حنين.

قطر و​إيران​ تستمران في عروضهما المميز وانتهاء المغامرة ​العراق​ية

استمر منتخب قطر في إظهار صورة جيدة تحت قيادة مدربه الإسباني فيليكس سانشيز والذي عرف كيف يضع حدا للمغامرة العراقية. الصلابة الدفاعية والمرونة التكتيكية كانت أبرز ما أظهره القطريون في مباراة العراق الذي لم يكن صيدا سهلا وحاول بكل ما أوتي من قوة في إزعاج المنتخب القطري وإحراجه لكن الكلمة الأخيرة كانت للقطريين الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف وخرجوا بانتصار وضعهم في الدور الربع النهائي مع الإستمرار في الحفاظ على شباكهم نظيفة. وبدوره، نجح المنتخب الإيراني في تجاوز عقبة منتخب عمان وهو يدين بداية بالفضل لحارس مرماه الذي صد ركلة جزاء عمانية في بداية اللقاء كانت كفيلة بتغيير مجراه لكن الإيرانيين عادوا بعدها وبسطوا سيطرة شبه تامة على اللقاء ليخرجوا بفوز سهل نسبيا 2-0 ويصلوا إلى الدور الربع النهائي فارضين انفسهم كمرشح قوي للحصول على اللقب.

أوبكستان فشلت في الأمتار الأخيرة و​تايلند​ لم تستطع الصمود أمام ​الصين

حاول ​منتخب أوزبكستان​ اللعب بانضباط دفاعي أمام أستراليا من أجل إحراجها خلال المواجهة التي جمعتهما مع الفكر التقليدي للمدرب كوبر القائم على إغلاق المساحات وهو نجح به نوعا ما خلال 120 دقيقة حيث كان الجدار الدفاعي الأوزبكي صلبا لكن الرياح جرت بعكس ما اشتهت سفن المدرب كوبر حيث لم تبتسم له ركلات الحظ الترجيحية مع خبرة واضحة للمنتخب الاسترالي في التعامل مع تلك المواقف ليودع الأوزبك البطولة بعد اداء لفت الأنظار أقله من الناحية الدفاعية. أما تايلند فهي الأخرى لم تنجح في الصمود أمام الصين رغم تقدمها في النتيجة 1-0 لكن خبرة الصينيين مع المدرب الإيطالي ليبي قلبت الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني ليسجلوا هدفين كانا كافيين من أجل الخروج بفوز 2-1 والوصول إلى الدور الربع النهائي من المسابقة الأسيوية.

الإمارات نجت من فخ قيرغستان و​البحرين​ أحرجت كوريا الجنوبية لكن لم تخرجها

تابعت الإمارات عروضها المهزوزة في البطولة الأسيوية والمقامة على ارضها حيث نجت بصعوبة من فخ المنتخب القيرغيسي والذي جر الإمارات إلى أشواط إضافية لم يحسمها الإماراتيون إلا بركلة جزاء. ولا يمكن إلا تقدير الكرة التي قدمها منتخب قيرغستان حيث ظهر كفريق منظم ولعب من دون خوف أمام أصحاب الأرض والأهم أنه لم يستسلم بعد التأخر 2-1 وعدل النتيجة في الدقيقة 90 لكن قلة الخبرة لم تسعفه ليخرج بعدها خاسرا 3-2 في الأشواط الإضافية. كما لا يمكن إلا التوقف أمام الأداء البحريني الجيد للغاية أمام كوريا الجنوبية والتي أيضا نجح في إحراجها وجرها لاشواط إضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي 1-1 لكن الكوريين عرفوا في الوقت الإضافي كيف يحسموا الأمور مع الخبرة التي يتمتعوا بها ومبالغة البحرينيين في اللعب الدفاعي ليفشل الأحمر الخليجي كما يلقب في تفجير المفاجاة وإقصاء الشمشون الكوري خارج البطولة.

أداء عربي مخيب للآمال في المحصلة والأمل ما زال مستمرا بقطر والإمارات

لم يكن الاداء العربي في كاس آسيا بشكل عام مثل الآمال الموضوعة لكن الدور الستة عشر كان ضربة قاسية للفرق العربية حيث خرجت منتخبات السعودية، العراق، البحرين، عمان والأردن دفعة واحدة لتبقي الآمال العربية معقودة على منتخبي قطر والإمارات واللذين من الممكن أن يتواجها في الدور النصف النهائي في مواجهة نارية ستكون وذلك إن نجح القطريون في تجاوز عقبة منتخب كوريا الجنوبية والإماراتيون في إقصاء منتخب أستراليا. ويجب أن تكون هذه المشاركة العربية الخجولة في كاس آسيا سببا لدراسة التراجع العربي في القارة الأسيوية والذي ليس وليد الصدفة بل كان نتيجة منطقية للتراجع الواضح او أقله عدم القدرة على مجاراة التطور الحاصل حاليا في الكرة الأسيوية.