تأهلت قطر إلى الدور الربع النهائي من ​كأس آسيا لكرة القدم​ بعدما تغلبت على العراق 1-0 في مباراة عربية مثيرة ضمن الدور الستة عشر التي استضافها ملعب آل نهيان في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

المدير الفني لمنتخب قطر ​فيليكس سانشيز​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​أكرم عفيف​، ​حسن الهيدوس​ والمعز علي في خط الهجوم بينما لعب ​المنتخب العراقي​ مع المدرب سريتكو ​كاتانيتش​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​مهند علي​ كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

المنتخب القطري​ بدأ الشوط الأول بشكل مهاجم حيث أصاب العارضة عند الدقيقة الرابعة ما أعطاه ثقة أكبر باللعب الهجومي مع تحركات جيدة من الثلاثي الهجومي وسرعة واضحة في نقل الكرة من الخلف نحو المناطق العراقية والتي سعى منتخبها إلى اللعب المنضبط وإغلاق وسط الملعب ثم مجاراة خط وسط الملعب القطري من أجل عدم الإنكفاء الدفاعي واللعب نحو العمق القطري وإيجاد رأس الحربة مهند علي.

وأمام دفاع خط المنتصف الذي اعتمد المنتخب العراقي، حاول القطريون شن الهجمات المنظمة مع تنويع في أساليب اللعب الهجومي سواء من الأطراف أو اللعب في العمق لكن الأمور كانت محصورة في وسط الملعب نوعا ما مع هدوء واضح. المنتخب العراقي تلقى ضربة بخروج لاعب وسطه ​همام طارق​ مصابا ليدخل علي حصني مكانه.

المساحات لم تكون موجودة أمام الدفاع القطري وسط تقارب واضح بين خطوط المنتخب رغم الإستحواذ الجيد للمنتخب القطري ونشاط واضح من الظهير عبد الكريم حسن والذي كان دائما يتقدم للمساندة الهجومية من تلك الجهة لكن الإلتزام الدفاعي العراقي استمر لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

الشوط الثاني:

المنتخب العراقي حاول بدء الشوط الثاني بشكل هجومي حيث اندفع للأمام وتحرك خط الوسط أكثر مع سعي قطري لاستغلال هذا التقدم من أجل ضرب المنتخب العراقي بالهجمات المرتدة والتي نجح بعدها في تسجيل هدف التقدم بعد كرة ثابتة عبر بسام الراوي عند الدقيقة 61.

العراق حاول الرد بشكل سريع حيث دفع بخطوطه أكثر للأمام مع تقدم الظهيرين أكثر للأمام مع إخراج علي حصني الذي دخل في الشوط الأول مصابا ودخول محمد داوود مكانه لتنشيط الشق الهجومي وإعطاءه عمقا أكبر داخل منطقة جزاء قطر. التحركات العراقية كانت جيدة وهي تركزت على الأطراف مع عكس كرات عرضية لم تشكل إزعاجا كبيرا للدفاع القطري والذي اعتمد في المقابل على الهجمات المرتدة العكسية حيث أظهر الفريق انضباطا دفاعيا جيدا مقابل تحركات هجومية كانت دائما مزعجة للعراقيين.

المنتخب العراقي تحول للعب إلى 3-4-3 مع دخول روبن سيلوكا مكان قلب الدفاع علاء المهوي من أجل زيادة الضغط على الفريق القطري الذي عرف كيف يسير المباراة لمصلحته مع بدء ظهور بعض المساحات في الدفاع العراقي لكن الأمور لم تتغير مع صمود دفاعي قطري وتحمل الضغط الهجومي العراقي لتنتهي المباراة بفوز قطري 1-0.

ملاحظات عامة:

أظهر المنتخب القطري شخصية متوازنة حيث يبدو العمل التكتيكي من قبل المدرب الإسباني سانشيز واضحا للغاية مع التزام دفاعي واضح وسرعة في نقل الكرات الهجومية وهذا ما بدا جليا من خلال المباراة أمام العراق.

يملك المنتخب القطري سرعة هجومية مع الثلاثي في الخط الأمامي كما يقوم الأظهرة بعملهم الهجومي على أكمل وجه ما يعطي الفريق دائما حلولا في الأمام كما يجب الإشادة بالأداء الدفاعي للفريق والذي لم يتلق أي هدف لحد الآن في البطولة وهذا انعكاس جلي لصلابة الفريق الدفاعية.

لم ينجح الفريق العراقي في تسجيل هدف التعادل رغم المحاولات الهجومية الجدية التي قام بها والفرص التي سنحت له لكن الإرتباك بدا واضحا في التعامل مع تلك الفرص وهذا يعود لضغط المباراة والنتيجة لكن في المجمل كان العراقيون مقبولين للغاية مع ظهور شكل واضح للمنتخب وهوية فنية يمكن البناء عليها للمستقبل.

​​​​​​​

من ناحية الأرقام، كانت المباراة متوازنة رغم أفضلية طفيفة من ناحية الإستحواذ للمنتخب العراقي لكن عدد التسديدات كان متقاربا وهذا كان انعكاسا فعليا للمباراة حيث تبادل المنتخبان السيطرة على اللقاء لكن المنتخب القطري كان أذكى في التعامل مع المباراة وعرف كيف يستغل كرة ثابتة أوصلته إلى الدور الربع النهائي.