دانيال ريكياردو الاسترالي هو من السائقين المتواجدين في الفورمولا 1 الذين لم يتمكنوا من أخذ حقهم والبروز بشكل مناسب في هذه الرياضة لعدة أسباب.
بدأ ريكياردو الذي بلغ حاليًا 29 عام مسيرته في الفورمولا 1 كسائق أساسي في عام 2012 مع فريق تورو روسو وأمضى معه موسمين من دون نتائج تُذكر كون سيارته كانت ضعيفة. اما في 2014 فلقد إنتقل الى رد بُل الذي كان فائز وقتها باربع بطولات متتالية (2010 الى 2013)، لكن للاسف كان الآوان قد فات.
ففي 2014 بدا عصر المحرك الجديد للفورمولا 1 وهو 1.6 ليتر توربو وتراجع أداء رد بُل كثيرًا كون مزود محركاته رينو لم يكن على المستوى المطلوب.
بالرغم من كل ذلك تمكن ريكياردو من الفوز ب3 سباقات في موسم 2014 وتفوّق بشكل كلي على زميله وقتها سيباستيان قيتيل والذي غادر في نهايته الى فريق فيراري. في ذلك الموسم أظهر ريكياردو انه سائق ذو موهبة وسريع وفي حال توفرت له سيارة جيدة فهو يكون مرشح للفوز باللقب.
لسوء حظ ريكياردو إن عصر فريق مرسيدس بدأ في 2014 وهو لم ينتهي حتى الآن، في 2016 فاز في سباق واحد وفي 2017 أيضًا وفي 2018 بسباقين. بكل بساطة سيارة رد بُل بالرغم من أنها الافضل تصميمًا إلا ان محركها رينو لم يكن يسمح لها بالمنافسة على اللقب.
محرك رينو لم يكن مشكلة ريكياردو الوحيدة، ففي عام 2016 وبعد السباق الثالث من الموسم قررت رد بُل ان تستقدم السائق ماكس فرستابن من تورو روسو وتضعه الى جانب ريكياردو في خطوة مفاجئة، وفاز فرستابن فورًا وقتها في السباق الإسباني. ومنذ ذلك اليوم كان فرستابن الشوكة في خاصرة ريكياردو وهو ادى في النهاية الى مغادرته في نهاية موسم 2018 الى فريق رينو.
لاحظ ريكياردو بسرعة ان رد بُل تبني فريقها حول فرستابن وانه لا مكان له في هذه المعادلة. وهكذا امضى الأسترالي معظم موسم 2018 وهو يبحث عن فريق بديل ينتقل اليه في 2019 كون ضاق ذرعًا في رد بُل. لكن في الفورمولا 1 الخيارات محدودة جدًا فهناك 10 فرق فقط اي 20 مقعد والجزء الكبير منها كان محجوز سلفًا وفقط 3 فرق تنافس على البطولة. لذلك إن الخيار المنطقي الوحيد لريكياردو كان الإنتقال الى فريق رينو. إنتقاله كان مفاجئ كون رد بُل ارادت بقائه ورينو اقل قوة بكثير منها. لكن بالمقابل إن رينو هو الفريق الصانع الوحيد الذي يمكن له مستقبلًا المنافسة على اللقب، اما باقي الفرق خارج الثلاثي الكبير (مرسيدس – فيراري – رد بُل) هي صغيرة لا امل لها.
وهكذا قرر ريكياردو إختيار أهون الشرين وذهب الى رينو حاملًا معه معلومات ثمينة للفريق الفرنسي عما كان يراه في رد بُل. الموسم المقبل لن يكون ريكياردو منافس على اللقب لكنه على الأقل اصبح في مكان مريح له وهو قادر أن يقدّم ما عليه واكثر. الآن الكرة في ملعب رينو كي نقدم له سيارة تنافسية قبل ان يعتزل الفورمولا 1.
برنار الطيّار
