تحتوي بطولة الفورمولا 1 حاليًا على 4 صانعي محركات وهم ​مرسيدس​ و​فيراري​ ورينو و​هوندا​ وهؤلاء الاربعة يزودون الفرق العشرة التي تشارك بالبطولة. مرسيدس من جهتها تزود فريقها بالإضافة الى فريقي ​فورس إنديا​ و​ويليامز​، اما فيراري فتزود فريقها وفريقي هاس و​ساوبر​، فيما رينو تزود فريقها وفريق مكلارين وأخيرًا هوندا تزوّد فريقي رد بُل و​تورو روسو​.

ومنذ بدء عصر محرك التوربو 1.6 ليتر في عام 2014 سيطر محرك مرسيدس على مجريات الأمور فكان فارق القوة بينه وبين الثلاثة الباقين شاسع.

وكانت التقارير قد أشارت أن مرسيدس بدات بتطوير محركها منذ عام 2009 اي قبل 6 سنوات من إستعماله رسميًا وهذا ما منحها التفوق الرهيب.

اما في المركز الثاني فيأتي محرك فيراري الذي كانت سنته الأولى سيئة جدًا لكنه تمكن سريعًا من التحسّن الى درجة انه في الموسم الماضي كان أفضل من محرك مرسيدس على حلبات معينة.

من جهة اخرى أن محركي رينو وهوندا هما في دوري الدرجة الثانية مقارنة بالمحركين السابقين.

إن رينو لم تتمكن حتى موسم 2018 من تصميم محرك قوي يقارع محركي مرسيدس وفيراري وهي دائمًا ما لا تتمكن من إستخراج كامل قوته كون إعتماديته منخفضة ويمكن أن يتعطّل. اما هوندا التي دخلت الحفلة متأخرة موسم كامل في 2015 فكانت أول 3 مواسم لها كارثية أما في 2018 تحسن الأمور قليلًا لكن المحرك الياباني ما زال بعيد باشواط من حيث السرعة والإعتمادية.

أما الآن فماذا نتوقع من هذه المحركات الاربعة في الموسم المقبل في الفورمولا 1 الذي سيبدا في 15 آذار؟ تشير التقارير ان مرسيدس قد صممت محرك جديد كليًا وتمكنت من إيجاد قوة احصنة إضافية بالرغم من أن ذلك اصبح صعب جدًا كون المحرك الحالي قد اصبح في نهاية مساره التطويري ولم يعد هناك قوة معتبرة لإستخراجه منه.

هذا الخبر بالتأكيد سيؤثّر على فيراري التي لم تكشف أي شيئ عن محركها الجديد وهي تحيطه بسرية عالية. لكن مما لا شك فيه ان هذين المحركين سيكونا متقاربين جدًا من حيث الاداء في 2019.

أما محرك رينو فحسب الشركة الفرنسية لقد تحسّن كثيرًا وأكّدت رينو أنها ستكون منافس أساسي على البطولة في 2019. فيما ​محرك هوندا​ فقد أكّدت الشركة اليابانية انها حققت نقلة نوعية من حيث السرعة خاصة أنها إتحدت مع فريق رد بُل الذي سيساعدها على تطويره بشكل اسرع عما كانت عليه الامور في المواسم السابقة.

في الخلاصة هناك امر ثابت وهو أن فارق القوة بين محرك والثاني ينتقل من موسم للآخر، وهذا ما رايناه منذ 2014 الى 2018. هذا يعني انه حتى لو تحسن محركي رينو وهوندا فلن يكونا بمستوى محركي فيراري ومرسيدس كون الأخيرين يتطوران بدورهما.

لهذا السبب يسعى المدير الرياضي للفورمولا 1 روس براون ان يتم الزام صانعي المحركات بالكشف عن أجزاء كبيرة من اسرارها ليتمكن الصانع المتأخر من اللحاق بشكل اسرع.