مع اقتراب العد العكسي لانطلاق دور الستة عشر من ​دوري أبطال أوروبا​، وبانتظار المواجهات القوية في المرحلة الإقصائية، بدأت الأندية الكبيرة في القارة العجوز باستغلال المنافسات المحلية عن طريق استعراض قوتها من أجل توجيه العديد من الرسائل لمنافسيها في البطولة القارية.

ومنذ انتهاء دور المجموعات لدوري ابطال أوروبا، فإن الكثير من الترشيحات نُسجت عقب إجراء قرعة ثمن النهائي بعدما استند أصحابها على الواقع المحلي للفرق المشاركة، لكن منذ ذلك التاريخ تغيرت الكثير من الأمور حيث بدا واضحا ان من كان خصماً سهلاً في الأمس تحوّل إلى منافس جدي اليوم، مما يعني ان المواجهات المقبلة ستشهد صراعاً حتى الرمق الأخير من أجل البقاء داخل المسابقة.

ولعل ابرز مثال على هذا الأمر يتمثل بالمواجهة بين مانشستر يونايتد و​باريس سان جيرمان​، ففي الوقت الذي اعتبر فيه كثيرون ان مهمة الأخير ستكون سهلة عطفاً على النتائج المخيبة للآمال بالنسبة للفريق الإنكليزي، تحتم على هؤلاء إجراء مراجعة لتوقعاتهم مع الانتفاضة الكبيرة للشياطين الحمر منذ تولي النرويجي أولي جونار ​سولسكاير​مهمة تدريب الفريق خلفاً للبرتغالي ​جوزيه مورينيو​.

وبات سولسكاير أول مدرب في تاريخ مانشستر يونايتد يفوز في أول 6 مباريات بالدوري والتي كان آخرها مع برايتون ليصبح على بُعد ثلاث نقاط فقط من المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهي رسالة شديدة اللهجة الى الفريق الباريسي الذي لم يتوان هو الآخر عن استعراض قوته بفوز ساحق على غانغان بتسعة أهداف دون رد ليبتعد بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه.

وبخلاف المواجهات السهلة "نظريا" لكل من برشلونة و​ريال مدريد​ ومانشستر سيتي، فإن مباراة ليفربول و​بايرن ميونيخ​ ستكون هي الأخرى محط أنظار العالم خاصة مع تقلص كل الفوارق بين الفريقين ابان إجراء مراسم القرعة، فالفريق البافاري نهض من كبوته المحلية وهو لم يخسر في سبع مباريات متتاليه منذ سقوطه امام بوروسيا دورتموند.

إلا ان الريدز عرف بعض التراجع محليا على الرغم من استمراره في الصدراة لكن الفارق تقلص الى أربع نقاط مع مانشستر سيتي بعد خسارته الأولى أمامه هذا الموسم، كما ودع ليفربول كأس انكلترا بخسارته أمام وولفرهامبتون في الوقت الذي بدأ دفاعه يهتز قليلاً وهو تلقى ثلاثة أهداف في مباراة كريستال بالاس الأخيرة في الدوري الممتاز.

واذا كانت الكثير من المعطيات قد تغيرت منذ اجراء قرعة دوري ابطال اوروبا، فإن الثابت الوحيد سيبقى اصرار الفرق الكبرى على استغلال منافساتها المحلية من أجل إيصال أكبر عدد من الرسائل إلى خصوم الخارج قبل الداخل.