مؤلم هذا الخروج لمنتخب لبنان من نهائيات أمم آسيا 2019، ومؤلم أن ينتهي هذا الكفاح للاعبي ​منتخب الأرز​ بهذه الطريقة، وعار على كل السهام التي بدأت بالتصويب على ما قدمه لاعبو منتخبنا الوطني لغايات معروفة وأهداف مكشوفة منذ اليوم الأول لوصولهم إلى ​الإمارات​.

صحيح اننا جميعاً عشنا الحلم الآسيوي بكل معانيه وتفاصيله، وصحيح أننا "ربما" تمادينا في أحلامنا إلى حد الثمالة ونسيان واقعنا ومعاناتنا في بلد لم يوفر للاعبيه حتى الملعب اللائق من أجل الاستعداد الأمثل لمثل هذه البطولة، وفي وطن غارق بمشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ومعيشية لدرجة أن مسؤوليه نسوا ان هؤلاء الرجال حملوا على أكتافهم حلم وطن بأكمله وحلم شعب نسي معنى الفرح، وظن لوهلة ان بطولة أمم آسيا ستجلب هذا الفرح فإذا بها تزيده خيبة على خيباته.

لسنا هنا في معرض الحديث عن أمور فنية أوأخطاء حدثت خلال البطولة كان يمكن أن تغيّر المعادلة، لأننا في الحقيقة أردنا أن نعيش الحلم كما هو خاصة مع تجدد الأمل بالتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى،لكن مباراة ​كوريا الشمالية​ وبقدر ما عززت من طموحاتنا وأخرجت الصرخات من حناجرنا، إلا انها أعادتنا بعد نهايتها إلى واقعنا الحقيقي هذا الواقع الذي يحتم علينا أن نبقى نجرّ أذيال الخيبة المرّة بعد كل بطولة.

ربما لم تكن البحرين أو عُمان أو ​فيتنام​ أوقيرغيزستان أفضل حالاً من المنتخب اللبناني من الناحية الفنية، لكن المنتخبات الاربعة التي بلغت دور الستة عشر كأفضل من يحتل المركز الثالث أو بعضها جاء إلى البطولة بإمكانيات أفضل وحتى بأطقم رياضية من شركات معروفة عالمياً، فيما لاعبو المنتخب اللبناني يأخذون إجازات بدون مرتب من أعمالهم من أجل المشاركة باسم الوطن.

من منا لا يذكر حالة الفرح التي عاشها اللبنانيون في ​تصفيات كأس العالم​ 2018، لكن ماذا فعل المسؤولون الرياضيون وغيرهم من أجل الحفاظ على تلك المكتسبات والبناء عليها، ماذا قدمنا للكرة اللبنانية سوى الخلافات والكيدية فيما بيننا والتخطيط العشوائي غير المدروس والذي لا يسمن ولا يغني من جوع!

ربما لن يبقى جرح الخروج من ​كأس أمم آسيا​ مفتوحاً، لأننا تعودنا في لبنان أن ننسى بسرعة مع كل قضية جديدة تؤرقنا، لذلك سنبقى نكرر الكلام ذاته مع كل إخفاق وسنبقى نذرف الدموع على أحلام تنتهي قبل أن تبدأ لأننا بصراحة شعب نسي الأمل والفرح وفقد متعة الإنجاز، فلا آسيا ستزيدنا بؤساً ولا من يحزنون!!.

​​​​​​​