ربما لا يعوّل كثيرون على مشاركة العرب في ​كأس أمم آسيا​ المقامة في ​الإمارات​ على الرغم من الرقم القياسي لعدد المنتخبات العربية في النسخة الحالية والذي بلغ 11 منتخباً للمرة الأولى، وذلك عطفاً على المستويات غير الثابتة لعدد منها قبل انطلاق البطولة هذا العام.

ومع ذلك فإن النتيجة المشرفة التي حققها ​المنتخب الأردني​ بفوزه على نظيره الأسترالي حامل اللقب بهدف دون رد أعاد خلط الأوراق من جديد ووضع البطولة الحالية أمام الكثير من الحسابات المتجددة لما يمكن ان تفعله المنتخبات العربية على الأراضي الإماراتية.

لكن وعلى الرغم من الإنتصار المستحق لـ"النشامى" على المنتخب الاسترالي، إلا أن الصورة الكاملة للمشهد العربي في البطولة القارية ما تزال غير واضحة المعالم سيما وان خمسة منتخبات فقط قدمت نفسها حتى الآن، أربعة منها لم تكن مقنعة بعد تعادل الإمارات الدولة المضيفة مع ​البحرين​ بهدف لمثله وسوريا مع فلسطين من دون أهداف.

وحده المنتخب الأردني وربما البحريني (نوعاً ما) أثبتا قدرة أو رغبة على تحقيق نتائج جيدة من أجل عبور دور المجموعات نحو مراحل متقدمة، في وقت خيّب فيه صاحب الأرض الآمال المعقودة عليه في مباراته الأولى، وسقط المنتخب السوري في مباراته الأسهل في المجموعة على الرغم من تواجد كل من عمر السومة و​عمر خربين​ وبعد المستويات المبهرة في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.

من المؤكد ان مباريات هذا الاسبوع ستكشف بشكل واضح حجم التوقعات العربية في ​البطولة الآسيوية​ ، واذا كانت تلك التوقعات تشير الى إمكانية تأهل 6 او 7 منتخبات عربية الى الدور الثاني كحد أقصى، إلا ان الحصيلة قد تكون أقل مع نهاية دور المجموعات.

ربما تكون الآمال منصبة على ما يمكن ان يفعله منتخبا السعودية والعراق،لكن ظروف الأخضر وأسود الرافدين قد تقف حائلاً امام الوصول الى مرحلة متقدمة في البطولة الحالية. فالأول لم يقدم المستوى المأمول في مونديال روسيا ويدخل البطولة بـ15 لاعب يلعبون للمرة الأولى في البطولة القارية في محاولة من المدرب خوان أنطونيو بيتزي لتغيير جلدة الفريق والاعتماد على جيل الشاب، اضف الى ذلك ان ​المنتخب السعودي​ اصيب بنكسة تمثلت بإصابة النجم سلمان الفرج الأمر الذي دفع بيتزي لاستبعاده من القائمة قبل يومين من المباراة الاولى أمام ​كوريا الشمالية​.

اما المنتخب العراقي فقد بدا غير مقنع في مبارياته الودية اضافة للدورة الودية التي اقيمت في السعودية، لذلك قد لا يتوقع منه الكثير وتحديداً في المرحلة الإقصائية التي تبدو بمثابة الطموح المشروع لكل من لبنان وقطر وعُمان، لكن لا أحد يعرف حتى الآن المدى الذي يمكن ان تصله تلك المنتخبات.

وبانتظار انتهاء الخطوة الأولى لجميع المنتخبات العربية، يبقى الأمل برؤية منتخب عربي يلعب في النهائي ويصعد لمنصة التتويج بعدما غاب اللقب الآسيوي عن الخزائن العربية في النسختين الأخيرتين.

​​​​​​​