انتهت مرحلة الذهاب من الدوري الإنكليزي لكرة القدم حيث كنا على موعد مع 19 جولة مثيرة أي 190 مباراة حفلت بالعديد من الأحداث المشوقة مع الكثير من الصعود والنزول في جدول الترتيب.

دعونا في هذا التقرير نتعرف على أبرز ما حملته مرحلة الذهاب في ​إنكلترا​ لموسم 2018-2019.

تصدر ليفربول مرحلة الذهاب عن جدارة واستحقاق بعدما حصد 51 نقطة حيث كان الفريق الوحيد الذي لم يخسر. ونجح المدرب يورغن كلوب في تقديم نسخة دفاعية صلبة للفريق مع الحارس أليسون وخط دفاع قوي بقيادة الهولندي فان دايك لتهتز شباك الفريق 7 مرات فقط وهو رقم مميز لرجال المدرب الألماني الذي أسس لفريق تكتيكي مترابط الخطوط مع خط هجوم جيد للغاية سجل 43 هدفا مع البقاء على نفس الثلاثي المميز صلاح،ماني وفيرمينيو.

خلف ليفربول نجد ​توتنهام​ الذي بقي لموسم جديد فريقا عنيدا يملك كل مقومات المنافسة على اللقب حيث حصد 45 نقطة مع أسلوب جماعي مميز وميل كبير نحو تقديم كرة قدم هجومية عكسها تسجيل الفريق ل42 هدفا ولو أن الفريق كان أفضل بقليل من الناحية الدفاعية لربما كان الفريق أقرب بكثير من ليفربول وهنا يجب التوقف عند عدم تعادل توتنهام في أي مباراة حيث فاز في 15 وخسر 4. المركز الثالث كان من نصيب مانشستر سيتي والذي قدم بداية مميزة وبقي متصدرا لمعظم فترات الذهاب لكن الأسبوعين الأخيرين كانا بمثابة الكارثة لرجال المدرب بيب غوارديولا الذي خسر 3 مرات في آخر 4 مباريات ليتجمد رصيده عند 44 نقطة رغم أنه كان الأفضل هجوميا ب51 هدفا لكنه دفع ثمن مبدا المداورة وغياب بعض اللاعبين الأساسيين للإصابة.

المركز الرابع شهد صراعا كبيرا بين ​تشيلسي​ و​أرسنال​، تشيلسي مع المدرب ساري لم يكن سيئا في موسم المدرب الإيطالي الأول مع الفريق والذي حاول تحويل تشيلسي لفريق هجومي بحت مع تحسين العمل الدفاعي الجماعي وهو نجح نوعا ما من ناحية الأرقام إذ سجل 37 هدفا وتلقت شباكه 16 هدفا لكن الفريق تعرض لبعض الهزائم أمام فرق وسط الترتيب أضاعت عليه نقاطا هاما وأبعدته عن الصدارة إذ لديه حاليا 40 نقطة أمام أرسنال الخامس صاحب النقاط 38.

​​​​​​​

أرسنال مع المدرب إيمري بدأ بشكل سلبي ثم قام بسلسلة من الإنتصارات المتتالية قبل أن يهبط الأداء مجددا في آخر مباريات مرحلة الذهاب إذ فاز مرتين وتعادل مرتين وخسر مرة في الخمس مباريات الأخيرة ورغم الأداء الهجومي الجيد لكن الفريق اهتزت شباك 25 مرة وهو رقم عالي لفريق يطمح للمنافسة على المراكز الأولى.

في المركز السادس نجد مانشستر يونايتد والذي قدم مرحلة ذهاب أقل بكثير من المتوقع مع المدرب جوزيه مورينيو الذي تمت إقالته قبل جولتين وتعيين المدرب النروجي سولسكاير إبن النادي الذي حقق انتصارين وست نقاط أحيت آماله بالمنافسة على المركز الرابع.

اليونايتد ظهر مع مورينيو كفريق شبح دون اي شكل هجومي واضح مع عقم في الأداء جعلت قرار إقالته أمرا صائبا من قبل إدارة الفريق.

مراكز ​اليوروبا ليغ​ كان الصراع على أشده بين أكثر من فريق، وتحديدا بين فرق ​ليستر سيتي​، إيفرتون، واتفورد، وست هام، و​ولفرهامبتون​ وبورنموث حيث الفارق بين ليستر السابع وبورنموث الثاني عشر نقطتين فقط ما يعني بأن المعركة على المركز السابع وهو آخر بطاقات اليوروبا ليغ ستكون مشتعلة للغاية وقد تمتد إلى آخر جولات الدوري.

المنطقة الدافئة في وسط الترتيب والتي لا تنافس على المراكز الأوروبية ولا على تجنب الهبوط يحتلها فريق واحد وهو أمر ملفت للغاية حيث يملك برايتون 22 نقطة ما يعني فعليا إمكانية لحاقه بصراع اليوروبا ليغ شرط تعثر معظم منافسيه وتحقيقه هو لانتصارات متتالية، أمر ليس سهلا لكنه على الورقة والقلم ليس مستبعدا.

وإذا ما أتينا لصراع الهبوط، نجد بأنه هناك 7 فرق تتنافس على النجاة من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، إنما بنسب متفاوتة ويمكن تقسيمها إلى 3 أقسام. القسم الأول البعيد نسبيا إنما بشكل غير آمن مثل فريق كريستال بالاس صاحب النقاط ال 19، أما القسم الثاني الذي هو في على حافة المعركة مثل فرق نيوكاسل يونايتد، ساوثهامبتون وكارديف سيتي الذين يملكون 17 نقطة، 15 نقطة ب15 نقطة على التوالي أما القسم الثالث فهي فرق بيرنلي ب12 نقطة، فولهام ب11 نقطة وهادرسفيلد تاون ب10 نقاط وهي فرق تعد الأسوأ هجوميا ودفاعيا في الدوري لحد الآن ويجب عليها تحسين الكثير من أدائها إذا ما أرادت النجاة من الهبوط.

ومع تقارب واضح في النقاط والمستوى الفني، يمكن القول بأن مرحلة الإياب من البريميير ليغ ستكون مشتعلة للغاية على 4 جبهات لا تقل أي منها أهمية، جبهة اللقب بين 3 فرق، جبهة المركز الرابع بين 3 فرق، جبهة مراكز اليوروبا ليغ بين ستة فرق وجبهة الصراع على تجنب الهبوط بين ثمانية فرق ما يعني بأن كل مباراة في مرحلة الإياب ستكون هامة وهامش الخطأ سيكون ضيقا للغاية وهذا سيصب بلا شك في خانة محبي البريميير ليغ الكثر والذين سيسعون لعدم تفويت أي معركة من تلك المعارك المشتعلة.