أحرز ​ريفر بليت​ لقب ​كأس ليبيرتادوريس​ بعدما تفوق على ​بوكا جونيورز​ 3-1 في المباراة التي امتدت لوقتين إضافيين وجرت على ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد.

المدير الفني لريفربليت ​مارسيلو غالاردو​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ​لوكاس براتو​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لبوكا جونيورز غيليرمو سكيليتو بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي فيلا، بينيديتو وبافون في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بشكل سريع حيث حاول كل فريق مباغتة الآخر بهدف مبكر ما جعل اللعب مفتوحا نوعا وهجمة بهجمة لحين مرور 10 دقائق حيث عادت العقلانية تسيطر على أداء الفريقين مع انحصار اللعب بوسط الملعب وإغلاق كل فريق لملعبه. بوكا كان الفريق الأكثر خطورة رغم استحواذ ريفير بليت الأكبر على الكرة لكن الكرات الثابتة كانت دائما مصدر خطورة لفريق البوكا.

بوكا حاول بناء اللعب الهجومي بشكل سريع معتمدا على تحركات الثلاثي الهجومي في الأمام ومدهم بكرات خطرة في العمق أما ريفر بليت فحاول اللعب بكثافة عددية مع وجود رباعي خط الوسط متحرك للغاية خلف رأس الحربة براتو مع السعي لتسريع تمرير الكرات وتجنب الإحتكاك البدني مع لاعبي بوكا.

الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول كانت سريعة كما بداية الشوط، مع اندفاع من كلا الفريقين لمحاولة خطف هدف قبل نهاية الشوط وهو ما تمكن منه بوكا بعد استغلال المساحة في عمق دفاعات ريفر ليسجل بينيديتو هدف التقدم لبوكا عند الدقيقة 44 ومعه انتهى الشوط الأول بتقدم البوكا 1-0.

الشوط الثاني:

ريفر بدأ الشوط الثاني بضغط عالي واندفاع هجومي لتعديل النتيجة مع اعتماد بوكا على الضغط في ملعب الريفر لتبطيئ بناء هجمته التي كانت تسير عبر طرفي الملعب مع ​مارتينيز​ و​فيرنانديز​ بجانب تشكيل مثلث هجومي بين لاعبي الوسط ورأس حربة الفريق للإختراق من العمق لكن البوكا كان منتشرا بشكل جيد ما دفع بمدرب الريفر لإجراء تبديله الأول بدخول ​كوينتيرو​ مكان بونزيو مع عودة ​بيريز​ قليلا للخلف في خط الوسط والتحول لخطة 4-3-3 وإعطاء أدوار هجومية بحتة لكوينتيرو بينما دخل عند البوكا أبيلا مكان بينيديتو لإعطاء نفس هجومي أسرع في المرتدات لكن الريفر ونقله السريع للكرة والتحرك الجيد دونها، نجح في تعديل النتيجة عند الدقيقة 68 عبر براتو.

وكان واضحا هبوط مستوى البوكا بدنيا حيث لم يعد قادرا على مجاراة الريفر في وسط الملعب بل انكفأ للخلف واعتمد على الدفاع من منتصف الملعب ثم اللعب العكسي ما سمح لريفر بأن يبقى مستحوذا على الكرة، لتصبح العشر الدقائق الأخيرة سريعة بين الفريقين، محاولة ريفر إنهاء المباراة واستغلال تفوقه في وسط الملعب مع انضباط دفاعي لبوكا وتفعيل الهجمة المرتدة عبر الأطراف مع بافون وفيلا لكن الأمور لم تشهد أي تغييرباستثناء دخول غاغو عند البوكا مكان بيريز لتنتهي المباراة بتعادل إيجابي 1-1 ويتم اللجوء للشوط الإضافي.

​​​​​​​

الأشواط الإضافية

ريفر استمر في كونه الفريق الأكثر استحواذا حيث نجح في فرض الهيمنة على خط الوسط وما زاد الطين بلة لدى البوكا هو طرد لاعبه باريوس عند الدقيقة 92 ليلعب بعشرة لاعبين ويتحول لخطة 4-3-2 مع دخول جارا مكان فيلا.

النقص العددي دفع ريفر لزيادة حركته الهجومية مع نشاط من كوينتيروس في ثلث ملعب البوكا ودعم دائم من طرفي الفريق والأظهرة مقابل تراجع كلي لبوكا لإغلاق المساحات ومحاولة جر المباراة لركلات الترجيح ما سمح لريفر بتسجيل هدف ثاني عند الدقيقة 109 عبر كوينتيروس.

الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء حاول فيها البوكا التعديل مقابل انكفاء من ريفر ودخول الفاريز مكان بالاسيوس لإعطاء عمق دفاعي أكبر لخط الوسط فيما دخل المهاجم المخضرم ​تيفيز​ مكان بوفاريني ليلجأ البوكا إلى الكرات الطولية والعرضية من أجل تعديل النتيجة لكن محاولاته لم تنجح رغم إصابة قائم ريفر بكرة خطرة لكن الأخير نجح في آخر الوقت من إنهاء المباراة بهجمة مرتدة لتصبح النتيجة 3-1 ويتوج ريفربليت باللقب المنتظر.

ملاحظات عامة:

لعب بوكا جونيورز شوطا أول مميز حيث سيطر عليه كليا لكن الفريق غاب منذ الشوط الثاني حيث اتخذ استراتيجية اللعب الدفاعي وهو كان مجبرا على ذلك بعدما بدا بشكل واضح هبوط الفريق بدنيا وعدم قدرته على الإستمرار في الضغط العالي أو التحول السريع من الدفاع للهجوم.

يحسب لمدرب ريفربليت تعديله للأوضاع في الشوط الثاني حيث أجرى تعديلات تكتيكية وتبديل مميز بدخول كوينتيروس وهو ما قلب الأمور لمصلحته وجعل الفريق يتحكم من جديد بأسلوب اللعب والإيقاع العام كما قدم لمحات فنية مميزة خاصة من ناحية التمرير وتشكيل مثلثات هجومية فعالة.

كان بوكا جونيورز في الأشواط الإضافية بوضع لا يحسد عليه نتيجة النقص العددي وكان كل ما يرغب به هو تمضية الدقائق الثلاثين دون أي أضرار والذهاب لركلات الترجيح لكن ضغط الريفر المستمر نجح في تجنب ذلك السيناريو.